كان العباسيون أول من قاموا باستطلاع هلال رمضان في مصر، ففي كتاب حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة للإمام السيوطي، جاء أن أول من خرج لرؤية الهلال في مصر كان القاضي غوث بن سليمان الحضرمي قاضي القضاة في مصر زمن أبي جعفر المنصور العباسي، أما كتاب ولاة مصر وقضاتها للكندي فجاء فيه أن أول من خرج من القضاة لرؤية الهلال عبد الرحمن بن عبد الله بن لهيعة الذي تولى القضاء زمن العباسيين.
وقد زخرت بغداد باعتبارها عاصمة الخلافة الإسلامية بمظاهر رمضانية مختلفة، خاصة خلال العصر العباسي، فقد كان العباسيون كرماء يقيمون الموائد بكل شوارع بغداد، وحول القصر، وكان ينصب اهتمام الخلفاء العباسيون على تغذية العقول بخاصة في شهر رمضان، فكانت كل مائدة تقام، يعقبها مجلس علم، كما كان ذلك في عهد الرشيد والمأمون والمعتصم.
وكان رمضان في بغداد في عصر هارون الرشيد زاخرا بالموائد، فكان يمد السماط الحافل بأصناف وألوان من المأكولات والحلوى، ويدعوا إليها العلماء والقضاة وأمراء الدولة ومسؤولي الجيوش، ثم تعقد مجالس العلم والسمر العامرة بالشعر والغناء، وكان يأمر بأن تمد الموائد في ميادين وحدائق بغداد، ويذهب متنكرا لمشاهدة هذه الموائد، وتفقد أحوال الرعية الصائمين، كما اشتهر في بغداد سماط الخليفة المكتفي بالله، الذي كان يحوى الآف الأصناف من الأطعمة والمأكولات.
وفى العصر العباسي كان المسحراتى ينشد شعرًا شعبيًا يعرف بالقوما، وهو شعر مخصص للسحور له وزنان مختلفان، ولا يلتزم قواعد اللغة العربية ويطلق عليه "قوما" لأنه يقول قوما للسحور، وقيل إن أول من اخترع فن القوما هو الشاعر "ابن نقطة " في بغداد.
كما انتشرت كذلك في العصر العباسي مجالس الشعر التى كانت تعقد فى ليالى رمضان المجالس وبالذات في عهد الرشيد والمأمون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة