برزت قصيدة متحف الفنون الجميلة التي كتبها ونشرها الشاعر الإنجليزى ويست هيو أودين، لأول مرة في عام 1939 بين قصائده، وقد استندت إلى زيارات الشاعر إلى متحف الفنون في بروكسل، وصارت القصيدة فيما بعد من أشهر القصائد لكونها اعتمدت على لوحة، وهى لوحة سقوط إيكاروس للفنان الهولندى بيتر بروجيل.
في المقطع الأول من القصيدة التى كتبها أودين انفعالا باللوحة التى رآها في المتحف يصف أعمال "الأساتذة القدامى"، في إشارة إلى الرسامين الأوروبيين الذين كانوا يعملون من حوالي 1200 إلى 1830 إذ يبدو متعجبا من مدى جودة تصوير هؤلاء الرسامين لطبيعة المعاناة الإنسانية، مدركين أنه بينما هناك شيء مؤلم يحدث لشخص واحد في لحظة ما يظل بقية العالم يعيش الحياة كالمعتاد وفقا لنيويورك تايمز.
في المقطع الثاني يشير أودين إلى لوحة بيتر بروجيل التي تصور القصة الأسطورية لإيكاروس كمثال فبينما يسقط الصبي الصغير من السماء إلى البحر يبدو أن العناصر الأخرى في اللوحة - المحراث والسفينة - تمضي قدمًا في حياتها دون قلق.
الموضوع الرئيسي أو الرسالة العامة للقصيدة حول طبيعة المعاناة البشرية أن جميع البشر يمرون بتجارب مؤلمة وصدمة يمكن أن تغير مجرى حياتهم ولكن في هذه الأثناء تستمر الحياة حولهم كما يسرى النهر دون أى توقف.
يشير أودين إلى أن المعاناة تحدث بينما يأكل شخص آخر أو يفتح نافذة فقد يصور الرسام شهيدًا ولا ينسى أن يُظهر كلبًا أو حصانًا غافلاً يمضى بحياته العادية دون أن يدرك ما حدث.
لوحة سقوط إبكاروس لبروجيل
موضوع آخر للقصيدة هو أهمية الفن وكيف يمكن أن يعكس الحياة، فلا يشيد أودن فقط بحقيقة أن الأساتذة القدامى استطاعوا إنشاء لوحات واقعية ولكنهم أيضًا كانوا قادرين على الإتيان ببيان مهم عن طبيعة الحياة.
اللوحة تصور الصبي الصغير إيكاروس، والذى صنع هو ووالده زوجًا من الأجنحة من الريش والشمع ليتمكنا من الطيران غير أن إيكاروس ، تجاهل تحذيرات والده طار بالقرب من الشمس وسقط من السماء وفقا للأساطير اليونانية القديمة.
على الرغم من أن هذا الحادث مؤلم ومميت لإيكاروس ، إلا أنه يسجل حياة عناصر أخرى في اللوحة فحتى بالنسبة للمشاهد الذي ينظر إلى اللوحة ، من الصعب أن يجد تناثرًا في البحر حيث سقط الصبي لأن هناك أشياء أخرى تدور حوله ؛ كانت رسالة بروجيل هي أنه حتى أسوأ المعاناة قد تبدو صغيرة في السياق الأكبر للعالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة