"رمضان كريم".. شعار رفعه أبناء القبائل العربية فى محافظة أسوان، قبل استقبال الشهر الكريم، لإعلاء روح التسامح ورفع راية العفو والصفح، وذلك من خلال نبذ الخلافات الثأرية وإنهاء سلسال الدم بين العائلات المتخاصمة فى خطوة من خطوات وجهود لجان المصالحات المختلفة فى كافة أنحاء المحافظة.
وشهدت أسوان اليوم، نجاح لجنة المصالحات وفض المنازعات فى صعيد مصر، فى إنهاء خصومة ثأرية من خلال عقد جلسة صلح بين عائلتين، فى محافظة أسوان، وذلك داخل مركز شباب الحصايا شرق مدينة أسوان، بحضور القيادات الأمنية والدينية وأكثر من ألف شخص من الأهالى.
ونجحت جهود لجنة المصالحات، فى إنهاء خصومة ثأرية امتدت لـ10 سنوات بين عائلتى جمعة بهلول من أبناء قوص، وعيد أحمد عيد من أبناء جزيرة مطيرة بمحافظة أسوان، بعد سقوط شخصين من كلا الطرفين، بعد أن شهد مراسم الصلح، التى تبادل فيها الطرفان العناق والمصافحة، كلا من اللواء وليد إبراهيم مساعد مدير الأمن، والشيخ محمد عبد العزيز، أحد القيادات الدينية بمحافظة أسوان، والشيخ مصطفى الجند رئيس لجنة الصلح، ونحو ألف شخص من أهالى الطرفين وأبناء محافظة أسوان.
وفى ختام مراسم الصلح، قدمت صفاء عسران مسئول مبادرة "صعيد بلا ثأر" دروع التسامح المقدمة من الشيخ على جمعة، ووزارة الشباب والرياضة، لطرفى الصلح والقيادات التنفيذية والأمنية ولجان المصالحات.
وقال الشيخ محمود مصطفى حسن، ممثل مديرية الأوقاف بأسوان خلال جلسة الصلح، إن من أفضل الأعمال بين الناس هى إصلاح ذات البين كما أمر الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه خاصة فى هذه الأيام المباركة التى تتزامن مع حلول شهر رمضان المعظم أعاده الله على الأمة الإسلامية باليمن والخير والبركات.
وحث الشيخ محمود مصطفى، على ترك الغضب لأنه شرارة من نار تحرق من أمامها وتشعل الفتنة بين الناس، وكل المصائب تأتى من الغضب، لذا ينبغى على الإنسان العاقل الحازم فى الأمور ألا يغضب حتى يكون من الأشداء بين الرجال كما وصفه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عندما قال: "إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب"، موضحاً بأن علينا استقبال شهر رمضان الكريم بصفاء القلوب وطهارة النفوس وترك الغضب ونبذ الخلافات بين أبناء الوطن الواحد والنسيج الواحد.
وأوضح الشيخ مصطفى الجند، رئيس لجنة المصالحات فى كلمته، أن جهود اللجنة نجحت فى إتمام الصلح بين العائلتين لأن بينهما أواصر علاقات ممتدة وجيرة، كما أن بين العائلتين "نبتة حب" أتت من حسن الجوار والمحبة والمعاشرة الطيبة، معلقاً: "هذا ما ساعدنا فى سقى هذه النبتة ووصلنا إلى إنهاء الخصومة ونبذ الخلاف والتصالح بين الطرفين".
وعلى جانب آخر، أشاد اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، بجهود لجان المصالحات والقيادات الأمنية والدينية والعمد والمشايخ في رأب الصدع ونجاحهم في عقد مراسم صلح بمختلف القرى والمدن والمراكز فى محافظة أسوان.
وأشار إلى ضرورة تقديم النصيحة والتوعية لأبنائنا وشبابنا بأهمية التماسك والترابط والتعاون ونبذ العنف والعصبية لكى ننهض بمجتمعنا ، ونحقق كل ما نصبو إلية من آمال وطموحات، لافتاً إلى الوعى المستنير الذى تحلى به أبناء العمومة الذين تربطهم أواصر الدم والقرابة والجوار والمصالح المشتركة لاستجابتهم الحكيمة لنداء العقل لإتمام هذا الصلح المبارك مما يؤكد على عمق محبتهم وتعاونهم.
يشار إلى أن خصومة ثأرية وقعت بين عائلتى جمعة بهلول من أبناء قوص، وعيد أحمد عيد من أبناء جزيرة مطيرة بمحافظة أسوان، قبل 10 سنوات عندما نشبت مشاجرة بين أطراف العائلتين وسقط شخصين من كل عائلة قتيلاً نتيجة هذه الأحداث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة