نجحت جهود المصالحات بمحافظة أسوان فى لم الشمل بين القبائل العربية، وإنهاء خصومة ثأرية بين عائلتين بقرية بلانة التابع لمركز نصر النوبة بمحافظة أسوان، وخلال مراسم "الجودة" أو مؤتمر الصلح تم تقديم "الكفن" لأسرة المجنى عليه لوقف سلسال الدم.
بدأت مراسم الصلح بتوافد المئات من المواطنين فى التوافد على مؤتمر الصلح "القودة" بين عائلتى "السلامية والغربياب" بقرية بلانة التابعة لمركز نصر النوبة بأسوان، لإنهاء الخصومة الثأرية بين العائلتين بعد إتمام الصلح.
وانطلقت مراسم الصلح بين الطرفين، بتلاوة آيات من القران الكريم وكلمات للقيادات الدينية وأعضاء لجان المصالحات، وحضر مؤتمر الصلح المهندس محمد جلال نائب رئيس مدينة نصر النوبة نائبا عن محافظ أسوان، واللواء أكرم عثمان مساعد مدير أمن أسوان لفرقة وسط، نائبا عن مدير الأمن، والسيد الإدريسى رئيس لجنة المصالحات، وأعضاء مجلس النواب وعددا من القيادات الدينية والامنية والتنفيذية والعمد وأعضاء لجنة المصالحات بجانب حضور أكثر من 3 آلاف مواطن تقريبا.
وخلال المراسم، دخل شقيق الجانى من عائلة الغربياب وهو بصحبة السيد الإدريسى، رئيس الرابطة العالمية للأشراف الأدارسة، وهو يحمل "كفنه" على يديه وقدمه لأسرة المجنى عليه "السلامية"، كنوع من تقديم الاعتذار وطلب الصفح والعفو لإنهاء الخصومة، ثم تبادل الطرفان التسليم والمصافحة وسط التكبير والتهليل، وقدمت صفاء عسران مسئول مبادرة "صعيد بلا ثأر" دروع التسامح المقدمة من الشيخ على جمعة، ووزارة الشباب والرياضة، لطرفى الصلح والقيادات التنفيذية والأمنية ولجان المصالحات، واختتمت مراسم الصلح بتجهيز ولائم الغداء لجميع الحضور.
من جانبه، ذكر الشيخ الديب عبد الراضى، رئيس منطقة أسوان الأزهرية، الآية الكريمة " وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ"، موضحا بأن المتقين هم الذين يجعلون بينهم وبين المعاصى مسافات، والآية التى بعدها وضحت من هم المتقين، وقال إن العفو درجات وأولها كظم الغيظ ولهم عند الله درجات عليا، وقال لا يعفو إلا كريم وللجميع أجر عظيم.
وأضاف الشيخ محمد عبد العزيز وكيل وزارة الأوقاف الأسبق بأسوان وأحد القيادات الدينية، أن الله ورسوله أمر بالإصلاح بين الناس وذكر فضل ذلك فى القران والسنة.
وفى كلمة محافظ أسوان التى ألقاها نيابة عنه، المهندس محمد جلال نائب رئيس مدينة ومركز نصر النوبة، والذى اعتذر عن الحضور لارتباطات أخرى، أشار إلى ضرورة تقديم النصيحة والتوعية لأبنائنا وشبابنا بأهمية التماسك والترابط والتعاون ونبذ العنف والعصبية لكى ننهض بمجتمعنا، ونحقق كل ما نصبو إلية من آمال وطموحات، مشيدًا بجهود لجنة الصلح والقيادات الأمنية والدينية والعمد والمشايخ فى رأب الصدع ونجاحهم فى عقد مراسم الصلح بهذا الشكل الحضارى، لافتًا إلى الوعى المستنير الذى تحلى به أبناء العمومة الذين تربطهم أواصر الدم والقرابة والجوار والمصالح المشتركة لاستجابتهم الحكيمة لنداء العقل لإتمام هذا الصلح المبارك مما يؤكد على عمق محبتهم وتعاونهم.
ومن جانبه، أكد السيد إدريس، رئيس الرابطة الإدارسة ورئيس لجنة المصالحات، أن لجان المصالحات عندما تتحرك لتقريب وجهات النظر والوصول للصلح، وذلك لا يتحركون لأى شيء من الدنيا إلا لله ونيل مراتب العفو والصفح وحقن الدماء، لافتا إلى الدماء أعظم جريمة وقعت فى هذه البشرية.
وقال: "اعفو وتراضو فيما بينكم حتى تنالوا رضا الله، ووجه الشكر للمشاركين فى هذه المصالحة والذين كانوا يعملون ليل نهار للوصول لهذا المؤتمر والذين استطاعوا أن يرسموا السعادة بين الجميع بعد إتمام الصلح"، كما وجه الشكر للقيادات التنفيذية والأمنية والدينية.
وتابع: "عندما تبدأ مشكلة صغيرة فى القرية لا تدعوها تكبر وتتفاقم، وعليكم إخماد الفتنة فى وأدها"، مضيفا أنه يتمنى أن نجتمع المرة الأخرى فى رضا وتصالح بعيد عن الخلافات والثأر.
يشار إلى أن الخصومة بدأت أحداثها خلالها عام 2020 بين آل دياب من عائلة الغربياب وآل إسماعيل من عائلة السلامية مقيمان بقرية بلانة بمركز نصر النوبة فى محافظة أسوان، وذلك عندما طلب مصطفى أحمد دياب 22 سنة، من محمد فتحى 16 سنة، سائق توك توك، توصيله من بلانة إلى مدينة دراو بالتوك توك لشراء مستلزمات للمنزل ثم طلب الأول استكمال توصيله إلى مدينة كوم أمبو وفى الطريق بمنطقة زرزارة شبت مشادة كلامية بينهما بسبب تأخر سائق التوك توك، وعلى أثرها وجه "مصطفى" لـ"محمد" عدة طعنات بمطواة كانت بحوزته فى منطقة الصدر والبطن وتوفى على أثرها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة