بابتسامة براقة دافئة تحبس أنينها، ونظرة لامعة غارقة فى همومها، وجسد فتى أنهكه الشقاء، وروح راضية تحيا بالإرادة والعزيمة والأمل، عاش الشاب أمير إبراهيم صاحب الـ22 عاما طفولته يكافح محتضنا الشقاء لكسب لقمة عيش حلال، متحملا أعباء الحياة ومصاعبها دون أن يبالى بما يعانيه من متاعب ومصاعب، يضحى فى سبيل توفير حياة كريمة لأسرته التى كان ولا يزال بالنسبة لها السند والروح والحياة معا.
واعتمد ابن محافظة سوهاج على ذاته منذ طفولته بالعمل باليومية فى الأراضى الزراعية والمصانع والمحاجر فى موطنه الأم؛ لتوفير حياة كريمة لأسرته وأخواته، وظل يتحدى الصعاب محاولا إثبات ذاته وكيانه بالبحث عن عمل آخر يسانده على المعيشة بجانب أعماله الشاقة الأخرى، حتى استقر به الحال للعمل فى عصارة قصب متنقلة فى محافظة الدقهلية.
الشاب المكافح أمير إبراهيم
رصدت عدسة "اليوم السابع"، ساعات طويلة من العمل الشاق يقضيها الشاب المكافح فى أكبر سوق أسبوعى للمواشى فى مدينة بلقاس بمحافظة الدقهلية، يقشر بسكين حاد أعواد القصب، ويعد أكواب العصائر لتجار المواشى الذين حضروا من كافة ربوع البلاد، حتى يعود آخر النهار بعد انتهاء السوق حاملا يوميته التى تعينه على توفير قوت يومه وتوفير متطلبات واحتياجات أسرته.
الشاب أمير إبراهيم
"بشتغل فى كل حاجة طالما فيها لقمة عيش حلال، مفيش حاجة فى الحياة بتمر بالساهل، ولو لقمة العيش الحلال فى النار هروحلها".. بهذه الكلمات بدأ أمير ابراهيم حديثه لـ"اليوم السابع"، إنه عمل وكافح فى الحياة منذ أن كان فى العاشرة من عمره بجانب والده الفلاح المزارع الذى فنى حياته يكافح ويعمل فى الأراضى الزراعية من أجلهم ليوفر حياة كريمة لهم، مشيرا إلى أنه قرر منذ طفولته أن يعتمد على ذاته ويكون خير معين لوالده وأسرته ويساندهم على توفير احتياجاتهم بالعمل باليومية فى الحقول والأراضى الزراعية والمصانع والمحاجر وعلى كسارة صخور وأوناش ولوادر، وأعمال البناء والصرف الصحى وغيرها من الأعمال الأخرى، ومؤخرا عمل على عصارة قصب متنقلة فى الدقهلية، مشيرا إلى أنه لم يعرف طوال حياته معنى الرفاهية والراحة، فيحاول بكفاحه وعمله المتواصل أن يوفر دخلا لأسرته.
أمير إبراهيم شاب يكافح بالعمل في المصانع والمحاجر وعصارة قصب متنقلة
وأشار إلى أنه ترك موطنه سوهاج منذ عدة أشهر واستقر فى مدينة شربين بمحافظة الدقهلية، بعد أن عرض عليه صديقه وهو صاحب عصارة القصب المتنقلة التى يعمل عليها، أن ينتقلوا للعيش فى الدقهلية ويكافحوا بالعمل على عصارة القصب المتنقلة طوال أيام الأسبوع فى عدة قرى ومدن من محافظة الدقهلية؛ بحثا عن الرزق الحلال، موضحا أن كفاحه على عصارة القصب يعد عملا مساندا وداعما له فى فترة الشتاء بجانب عمله الثابت باليومية فى الأراضى الزراعية والمصانع والمحاجر فى فصل الصيف.
أمير إبراهيم
وأوضح أنه بالرغم من مشقة وخطورة عمله فى مجالات عده تحتاج لقوة بدنية كبيرة وقوة تحمل وصبر، خاصة فى المحاجر ومصانع الألومنتال، إلا أنه فخور بكفاحه وعمله واعتماده على ذاته دون انتظار الفرصة، مشيرا إلى أن ما تعرض له من حوادث مميتة كادت تودى بحياته، وما يواجهه يوميا من صعوبات ومشقات منحته القوة والعزيمة والإرادة والإصرار على مواصلة عمله والبحث عن رزقه أينما كانت طبيعته ومكانه، قائلا:"شغلى الصعب اتفرض عليا، وشوفت فيه الموت بعنيا، بس ربنا كان دايما معايا وساترني، أملى فى الحياة إن ربنا يسترها معايا ويوقفلى ولاد الحلال دايما، وطالما شايف عيلتى واخواتى مبسوطين مش عايز حاجة تانية من الدنيا".
شاب يكافح بالعمل في عصارة قصب متنقلة
وقال محمد أحمد حاصل على ثانوية أزهرية صاحب عصارة القصب المتنقلة لـ"اليوم السابع"، إنه كافح فى الحياة منذ طفولته بحثا عن الرزق الحلال ومساندة والده وأسرته على أعباء الحياة فى موطنه الأم سوهاج، حيث بدأ كفاحه بالعمل فى الحقول والأراضى الزراعية، وبعدها اهتدى لمواصلة عمله فى مجال إعداد وبيع العصائر، فعمل على عربة يد متنقلة لبيع التمر الخروب منذ أن كان فى الـ15 من عمره، وبعدها قرر أن يؤسس مشروع عصارة قصب متنقلة يجوب بها مدن وقرى محافظة الدقهلية، ويوفر من خلاله فرصة عمل لأبناء قريته من الشباب، حيث يأتى لسوق بلقاس الأسبوعى للمواشى يومى السبت والأحد، وباقى أيام الأسبوع يجوب قرى مدينتى بلقاس وشربين.
شباب مكافح
شباب يكافحون بالعمل في عصارة قصب متنقلة
عمل أمير في تقشير أعواد القصب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة