وقعت فرنسا وزعماء جبهة التحرير الوطنى اتفاقية سلام لإنهاء الحرب التي استمرت سبع سنوات إيذانا بنهاية 130 عاما من الاستعمار الفرنسى للجزائر في 18 مارس 1962.
بدأت القصة أواخر أكتوبر 1954 حينما أسس فصيل من الشباب الجزائريين جبهة التحرير الوطنى وقاموا بعدة انتفاضات خلال العام التالي، وبحلول عام 1956 كانت جبهة التحرير الوطنى تهدد باجتياح المدن الاستعمارية موطن عدد كبير من المستوطنين الأوروبيين فى الجزائر وفقا لموقع هيستورى.
فى فرنسا وعدت الإدارة الجديدة بقيادة جاى موليه بقمع ما أسمته التمرد وأرسلت 500 ألف جندى فرنسى إلى الجزائر لسحق جبهة التحرير الوطنى، ولعزل المتمردين ومنطقة عملياتهم منحت فرنسا تونس والمغرب الاستقلال وزودت حدودهما مع الجزائر بالأسلاك الشائكة والسياج الكهربائي.
عندما حاول قادة جبهة التحرير الوطني السفر إلى تونس في أكتوبر 1956 لمناقشة الحرب الجزائرية غيرت القوات الفرنسية مسار طائراتها وسجنت الرجال.
ردا على ذلك شنت جبهة التحرير الوطني حملة جديدة من العميات الفدائية في العاصمة الجزائر بينما منحت فرنسا الجنرال جاك ماسو رئيس وحدة المظلات الفرنسية سلطات استثنائية للعمل في المدينة بحلول نهاية عام 1957، تم دفع المتمردين إلى المناطق الريفية، وبدا أن المد قد انقلب في الحرب الجزائرية.
بعد أيام من عودته إلى السلطة عام 1959 زار الرئيس الفرنسى شارل ديجول الجزائر العاصمة ومنح أبناء الجزائر الحقوق الكاملة للحصول على الجنسية الفرنسية وفي عام 1959 أعلن أن الجزائريين لهم الحق في تقرير مستقبلهم، وخلال العامين التاليين، ارتكب أوروبيون أسوأ أعمال عنف في الجزائر لكن ذلك لم يمنع بدء مفاوضات السلام بين فرنسا والحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية بقيادة جبهة التحرير الوطني في عام 1961.
تم التوقيع على اتفاقية سلام في إيفيان لي بان بفرنسا وقضت باستقلال الجزائر في انتظار استفتاء وطني حول هذه القضية، وافق الجزائريون بأغلبية ساحقة على الاتفاقية، وخرج معظم المليون أوروبي في الجزائر من البلاد، وقد قتل أكثر من 100 ألف جزائرى و10 آلاف جندي فرنسي في حرب الجزائر التي استمرت سبع سنوات، إلى جانب آلاف المدنيين ومئات من المستعمرين الأوروبيين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة