يمر اليوم 59 عامًا على رحيل الفنان الكبير عادل خيرى الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 12 مارس من عام 1963 بعد حياة قصيرة، حيث رحل عن عالمنا شابًا لم يتجاوز عمره 33 عامًا، ورغم ذلك ترك بصمة مميزة فى عالم الفن، حيث كان يتمتع بمواهب كبيرة لم يمهله القدر ليفصح عنها جميعًا.
عادل خيرى الشاب المبدع الذى حقق نجاحًا كبيرًا فى المسرح واستطاع أن يخلف أستاذه نجيب الريحانى وأن يحمل العديد من مواهب والده المبدع الكبير بديع خيرى، ولا تزال إيفيهاته تتردد بين الأجيال رغم أن عمره الفنى لم يتجاوز 7 سنوات مثل "انتى اشتغلى إيه، سواق يا فندم سواق، اتفسحى يازكزوكة"، والذى عاش قصة حب تشبه قصص الحب التاريخية مع شريكة عمره القصير وحبه الكبير السباحة العالمية إيناس حقى.
وفى حوار مع ابنته مخرجة الرسوم المتحركة والكاريكاتير الفنانة عطية عادل خيرى تحدثت عن حياة والدها وعن قصة حبه لوالدتها التى استكملت من بعده رحلة كفاح وإبداع وتألق وصلت للعالمية.
وقالت الابنة عن بداية قصة حب والديها: "أثناء دراسة أبى بكلية الحقوق نشأت علاقة حب بينه وبين امى إيناس حقى ابنة الأسرة الأرستقراطية والسباحة العالمية".
تعيش الابنة فى المنزل الذى شاهد قصة حب وزواج والديها وإبداعهما، ويلفت انتباهك فوق المكتب برواز داخله صورة عروس ترتدى ملابس الزفاف وعليه إهداء بخط يد الفنان الراحل عادل خيرى خفيف الظل كتب فيه: "إلى السيدة التى أعتز جدا بأننى السبب فى سيادتها" وموقعة بعبارة "سيادة زوجها عادل خيرى 19-7-1956".
وتابعت ابنة عادل خيرى :«تنتمى أمى إيناس حقى لأسرة أرستقراطية لها جذور تركية ووالدها مستشار وتوفى وهى طفلة وكانت ابنة وحيدة ودرست بالليسيه، ورغم أنها كانت تحلم بدراسة الهندسة فإن والدتها أصرت أن تلتحق بالحقوق مثل والدها، وكان طلعت باشا حرب متزوجا من عمتها".
وتابعت: "نشأت علاقة حب بين أبى وأمى خلال الدراسة بالكلية وكانت والدتى متفوقة فى السباحة وكرة السلة، كما كانت من الفتيات القليلات اللاتى يقدن السيارة فى هذا الوقت".
تضحك عطية عادل خيرى وهى تشير إلى أن والدها ووالدتها تبادلا "الجوابات الغرامية"، وأن والدها أرسل لوالدتها خطابWا مع زميلة مشتركة يطلب يدها وهو الخطاب الذى ورثته ابنة عادل خيرى من والدتها التى كانت تحتفظ به حتى وفاتها، مشيرة إلى أنه اختارها لتشاركه بطولة مسرحية حسن ومرقص وكوهين على مسرح الجامعة وكانت المرة الوحيدة التى مثلت فيها.
وأوضحت: "أسرة والدتى رفضت زواجها من أبى لأنه فنان ومن عائلة فنية، حيث كانت تسود وقتها النظرة المتدنية للفنان ويطلق عليه مشخصاتى، ولكنها استطاعت أن تتخذ القرار بالزواج من حب عمرها، خاصة أن والدها ووالدتها كانا قد توفيا".
تشير إلى أن والدتها خلال هذه الفترة كانت تتدرب على السباحة على يد الكابتن عبد الباقى حسنين وحصلت على بطولة العالم عام 1955 قبل زواجها من عادل خيرى مباشرة.
"أبى وأمى أسسا كل ركن فى بيتهما وحرصت أنا على بقاء كل شىء كما كان".
تضحك عطية عادل خيرى: "أبويا وأمى أسسا مكتب محاماة بعد تخرجهم وزواجهم، وكان أبى يذهب إلى المحكمة ليترافع، وبعد شهرته ونجاحه كممثل كان كلما دخل قاعة المحكمة انفجر الحاضرون بالضحك ورددوا إفيهاته فقرر أن يترك المحاماة ويتفرغ للتمثيل".
وأوضحت الابنة أن والديها اتفقا على تسمية بناتهم بأسماء تبدأ بحرف "ع"، وأن والدتها أصرت على ذلك حبا فى والدها فكانت أسماء البنات الثلاثة "عطية، عزة، عبلة"، مشيرة إلى أن اسم عطية هو اسم جدتها لوالدتها وأن هذا الاسم تسبب لها فى بعض المشكلات لأن الكثيرين يعتقدون أنه اسم ذكر.
تشير إلى أن والدها أصيب بمرض السكر فى سن مبكرة ومع اهتمامه بالفن والتمثيل كان يهمل فى صحته، وهو ما كان يشكل مسؤولية على والدتها التى كانت تتبعه حتى فى المسرح ليتناول العلاج.
"حياة المسرح كلها إجهاد عصبى وتوتر شديد، وأبويا كان بيشتغل بأعصابه، وأمى قالت عنه إنه كان بيحب اللى بيعمله لدرجة إنه مكانش بيشوف غيره حتى صحته، وهو ما تسبب له فى أزمات صحية كثيرة، وكان المسرح حياته، كما أنه عمل بالسينما، وعندما بدأ التليفزيون فى الستينيات شارك فى بعض الأعمال ورأيته وأنا طفلة يؤدى شخصية جحا فى أحد برامج الأطفال".
ورحل عادل خيرى عن عالمنا بعد رحلة معاناة مع المرض ورحلة قصيرة مع الفن وتوفى قبل والده بديع خيرى تاركاً زوجته شابة فى الثلاثينات وبناته الثلاثة أكبرهن لم تكن أكملت 6 سنوات.
وتابعت عطية عادل خيرى الحديث عن الحياة الزوجية بين والدها ووالدتها التى لم تستمر سوى 8 سنوات قبل وفاة والدها: "أغلب هذه السنوات قضاها والدى مريضا وخاصة آخر 5 سنوات من عمره، حيث تزوجا نهاية عام 55 وجئت للحياة فى عام 1957 وبعدى شقيقتاى عزة وعبلة،وتوفى والدى عام 1963"، "عندما بدأت صحة والدى تتدهور كانت مهمة أمى ملاحقته بالدواء فى المسرح، كما كانت تشاركه النواحى الفنية وكان يقيم فترات طويلة فى المستشفى، وبمجرد أن يستطيع الوقوف على قدمه يعود ليقف على المسرح".
تشير ابنة عادل خيرى إلى أنه فى إحدى المرات بعد تدهور حالة والدها الصحية وإصابته بتليف الكبد كان مشتاقا للوقوف على خشبة المسرح فخرج من المستشفى وذهب للمسرح وخرج لتحية الجمهور وبكى وكانت هذه آخر مرة يقف على المسرح قبل وفاته بأيام.
تتحدث الابنة عن بعض ذكرياتها القليلة مع والدها قبل وفاته: «كنت باروح معاه كواليس المسرح وكان أحيانا يأتى ليأخذنى من المدرسة وآخر مرة رأيته كنت عائدة من المدرسة، وكان يجلس على كرسى متحرك وحوله بعض الأشخاص يحملونه إلى سيارة الإسعاف فنظر لى وقال «إنتى الكبيرة خللى بالك من أخواتك».
تابعت: "أمى حياتها ماكنتش سهلة، كانت تهتم بصحة أبى فى الوقت الذى يجب أن ترعى 3 أطفال، وحياتها بعد وفاة أبى أصبحت أصعب فهو فنان ولم يكن له معاش".
ترك عادل خيرى بناته وأكبرهن عطية 6 سنوات وعزة 4 سنوات وعبلة سنتين، وترك مشوارًا صعبًا من الكفاح والإصرار والنجاح لزوجته السباحة العالمية إيناس حقى التى لم يتجاوز عمرها وقت وفاته 33 عاما، ورغم ذلك عاشت حياتها بعده لتربية بناتها ورفضت عروضا بالزواج وعاشت على ذكرى حبه وظلت صورته تتصدر مدخل الشقة، كما ترك جرحا غائرا فى قلب أبيه بديع خيرى يضاف إلى جراحه بعد وفاة زوجته ورفاق مشواره سيد درويش والريحانى.
ورغم ذلك تؤكد ابنة عادل خيرى أن والدتها كانت تهتم كثيرا بمواهب بناتها فكانت عطية ترقص باليه فى الأوبرا وتكتب قصصا، وألحقتها والدتها بمدرسة الباليه قبل أن تكتشف موهبتها فى الرسم وتتجه للعمل فى الرسوم المتحركة، بينما تفوقت الابنة الصغرى عبلة فى السباحة.
"أمى كانت تحفزنا دائما على النجاح والتفوق وتعلمنا أنه مفيش مستحيل وأن كلمة "ماعرفش" سيئة، ويجب أن نستبدلها بكلمة أتعلم، وظلت تشجع شقيقتى عبلة خاصة بعدما اقترح عليها الكابتن عبدالباقى حسنين أن تجرب عبور المانش، وبالفعل سافرت أمى معها إلى إنجلترا وكانت تشجعها وتحضر معها التدريبات، واستطاعت شقيقتى عبلة عبور المانش فى سن 13 سنة، وكانت أصغر فتاة تحقق هذا الإنجاز وتم تسجيل اسمها فى موسوعة جينيس، وكتبت عنها الصحف العالمية، وعندما عادت استقبلها الرئيس السادات".
"عملت أمى فى الشئون القانونية بالتليفزيون وبمصر للتأمين، وكانت تهتم بنا وبمستقبلنا كثيرا وعاشت حياتها من أجلنا، حتى أنها كانت تفصل لنا ملابسنا حتى فساتين الزفاف».
تتحدث عن استمرار مسيرة التفوق والنجاح بعد وفاة الجد والأب رغم الصعاب: «كنا متفوقين جدا فى الدراسة وتعددت مواهبنا والتحقت بكلية الهندسة قسم عمارة بينما التحقت شقيقتى عزة بكلية الطب وسافرت إلى هولندا، ودرست شقيقتى عبلة بكلية التجارة وأصبحت مديرا لأحد البنوك".
وأضافت: "بعد تخرجى التحقت باستوديو مهيب، وبدأت رحلتى مع الرسوم المتحركة، فحصلت على الجائزة الذهبية فى مهرجان الإسماعيلية عن أول فيلم لى وهو فيلم القلم والأستيكة، وتوالت الجوائز حتى حصلت على 17 جائزة منها جائزة اليونسيف للشرق الأوسط عن مسلسل مملكة النحل، كما تحمل ابنتى نفس الجينات وتعمل فى الجرافيك والرسوم المتحركة أيضًا".
تشير إلى وفاة والدتها السباحة العالمية إيناس حقى بعد أن أكملت مشوار النجاح والكفاح فى 15 فبراير 2009، مؤكدة أنها ظلت محتفظة بنشاطها وقدرتها على العمل حتى بعد إصابتها بسرطان الثدى، ولكنها توفيت بعد أن أصبحت محبوسة فى السرير وغير قادرة على الحركة بعد إصابتها بكسور.
11371-عادل-خيرى--(1)
42040-عادل-خيرى--(16)
116109-عادل-خيرى--(7)
118269-عادل-خيرى--(12)
123821-عادل-خيرى--(14)
144395-عادل-خيرى--(4)
150342-عادل-خيرى--(11)
152782-عادل-خيرى--(10)
175757-عادل-خيرى--(9)
178687-عادل-خيرى--(6)
215504-عادل-خيرى--(8)
221007-عادل-خيرى--(13)
231633-عادل-خيرى--(15)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة