كيف تحصل دور النشر على الجوائز؟.. سؤال يشغل الكثيرون من أصحاب دور النشر في العالم العربي، ولهذا طرحه القائمون على البرنامج المهنى المقام لأول مرة في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2022، في دورته الـ53.
وللإجابة على هذا السؤال، استضافت الندوة التى تنظمها الهيئة المصرية العامة المنظمة لفعاليات البرنامج المهنى، ومعرض القاهرة الدولى للكتاب مجموعة من الناشرين وهم: الدكتور عماد الأكحل مدير منشورات إبييدي، وكرم يوسف ناشرة الكتب خان، وبلسم سعد دار البلسم، والدكتورة فاطمة البودي مؤسسة دار العين للنشر، ونورا رشاد عضو مجلس إدارة الدار المصرية اللبنانية ومديرة النشر، والدكتور أحمد السعيد رئيس بيت الحكمة للصناعات الثقافية.
في البداية قالت الناشرة كرم يوسف، لا شك أن الجوائز مهمة لدار النشر، حتى وإن كانت قيمتها تذهب إلى المؤلف وليس دار النشر، ولهذا أتمنى أن تكون هناك عدة جوائز ذات قيمة معنوية وأدبية ومادية.
أما عن حصول دور النشر على الجوائز، فقالت كرم يوسف: لقد حصلت الكتب خان على ما يقرب من 18 جائزة، ورغم ذلك لا توجد لدينا نوع من القوااب المعنية، ما عدا أن يكون الكتاب أيا كان نوعا جيدا، ويخرج للقارئ بشكل جيد، وحينما أقوم بتقديم الكتب للجائزة يكون هدفي الأول هو أن يقرأ أعضان لجان التحكيم أعمال الكتب خان.
وأشارت كرم يوسف إلى أنه في بعض الأحيان يغلب الجوائز الأدبية نوع من الهوى، فهناك عدة أعمال من المدهش أنها لا تظهر حتى القائمة الطويلة على الرغم من شهرة هذه الأعمال وشهرة كاتبها أيضا، وهو ما حدث معنا حينما رشحنا إحدى روايات محمد خير إلى جائزة ساويرس الثقافية، وفوجئنا بأنها لم تصل إلى القائمة الطويلة، علما بأن الناشر الأجنبي طلب هذه الرواية لترجمتها.
وفي نفس السياق، قالت بلسم سعد، أن دار البلسم لا تتبع قوالب معينة لكيفية الترشح إلى الجوائز، ومن واقع عملها فالجوائز المخصصة لكتب الأطفال قد تبدو قليلة، ولذا فإن حصولها على أي جائزة يعمل على الترويج بشكل عام للكتب الأطفال.
ورأت بلسم سعد أن السؤال الصعب الذي يجب على الناشرين الاشتغال عليه قبل الفوز بالجوائز والبكاء لعدم الحصول عليها، هو كيف يظهر الكتاب ويصل إلى القارئ؟.
كما رأت بلسم سعد أن أحد أهم عوامل حصول دار النشر على الجوائز هو أن تتمتع بروح الفريق في العمل، فهناك مؤلف يرفض تغير كلمة، ورسام يرفض التعديلات، وهكذا، وبالتالى فمثل هذه الأمور بالطبع لن تصل بالكتاب إلى أي جائزة.
وقالت الدكتورة فاطمة البودي، لا شك أنه لا توجد قوالب أو وصفة ثابتة للحصول على الجوائز، فالكتب تحصل على الجوائز لعدة عوامل منها فكرة الكتاب نفسه، وأسلوب الكتاب، والاهتمام بكافة العوامل في صناعة الكتاب، ومع كل هذا هناك ذائقة لجنة، وكتب أخرى تتنافس أمامك في نفس الجائزة.
ورأت فاطمة البودي أنه من الظلم الكبير القول بأن دار النشر تحصل على الجائزة لعلاقتها بأعضاء لجنة التحكيم، أو أن يترك المؤلف ناشره من أجل الذهاب إلى ناشر آخر سبق وأن حصل على جائزة.
وقالت نورا رشاد، إن الدار المصرية اللبنانية ليس لديها أية خلطة تضمن لها الفوز بجائزة أدبية، ولهذا تظل الجوائز في النهاية متمثلة في جودة العمل وذائقة لجنة التحكيم.
وكشفت نورا رشاد، أنه من المؤسف لأي دار نشر أن يخرج كتابها من الجائزة ويفوز بها كتاب آخر تجمع الآراء على أنه غير جيد، مشيرة إلى أن الدار المصرية اللبنانية تم إبلاغها بفوز أحد كتابها بجائزة ما، وتم إبلاغ الكاتب، لكن الجائزة تم تأجيلها بسبب فيروس كورونا، وحينما أعلنت فوجئت الدار بإقصائها، وتبين أن أحد أعضاء لجنة التحكيم سبق وأن تقدم للدار المصرية اللبنانية بعملين ورفضت الدار نشرهم، ومن هنا اتضح سبب الإقصاء.
وقال الدكتور أحمد السعيد، إن بيت الحكمة عكف على مدار سنوات طويلة لدراسة الأعمال الفائزة بجوائز أدبية متنوعة، وتوصل إلى أن الاهتمام بكافة المعايير المعنية بصناعة الكتاب حتى خروجه إلى القارئ هو أحد أهم الأسباب للحصول على الجوائز.
وقال عماد الدين الأكحل، في بداية منشورات إبييدى، ركزنا وسعينا للجوائز لمعرفتنا كما نعلم بأنها مفيدة للدار والكاتب، ولأننا نرفض جدا فكرة الصداقة مع أعضاء لجان التحكيم، اتجهنا لكيفية إيصال الكتاب إلى الجمهور، وذلك بالاختيار الجيد للأعمال التى نشعر أنها تصلح للجوائز، وبناء على ذلك نقبل العمل.
وأشار عماد الدين الأكحل إلى أن الدار تؤمن بشدة بأهمية المحرر الأدبي، ودوره في نجاح العمل، ولهذا أنهت الدار تعاقدها لخمس مرات مع كتاب رفضوا توصيات المحرر الأدبي بالحذف أو التعديل، فقمنا بفسخ التعاقد مع الكاتب.
ورأى عماد الدين الأكحل، أنه على دور النشر ألا تلتفت أبدا إلى الاحباطات بالفشل في الحصول على الجوائز، وأن عليها الاهتمام بالتطوير.
ودعم الناشر عماد الدين الأكحل مقترح جوائز مخصصة للناشرين، لأن الناشر ليس بمطبعة للكتب، بل هو مشروع كبير، ومسيرة متواصلة من الجهد والعمل.
من جانبه قال الناشر شريف بكر، ناشر دار العربي، أن العقد شريعة المتعاقدين، ولهذا فليس من العيب أن تضع دار النشر ضمن بنود العقد مع الكتاب شرطا يتعلق بحصولها على نسبة مادية من قيمة الجائزة التى يحصل عليها.
وعلق شريف بكر على غياب معايير الجوائز المختلفة، فالبعض يقرر في إحدى الدورات بأن الجائزة لن تذهب إلى عمل يحتوى على أخطاء لغوية أو إملائية ومع ذلك نجد في هذا العمل أخطاء.
ودعا شريف بكر هيئة الكتاب إلى الإعلان عن أسماء الفائزين بجوائز معرض القاهرة الدولى للكتاب في بدايته وليس منتصفه، على غرار المعارض العالمية.
ومن جانبه، رأي أحمد البوهى، مدير عام دار دون للنشر، أنه من المهم جدا مطالبة الجوائز بإلقاء الضوء على المعايير التى تحددت عليها اختيارات الجائزة حتى تستفيد دور النشر الأخرى.
إلى جانب ذلك، قالت كرم يوسف على بأنه حتى ولو لم تفز الدار أو الكاتب بجوائز فهذا ليس بالأمر المهم قبل الكتاب نفسه، فالمهم جدا أن يكون الكتاب جيدا قبل كل شيء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة