بداية تعازينا للإنسانية جمعاء فى وفاة الطفل ريان الذى أعاد للبشرية الأمل فى استرداد القيم الإنسانية الغائبة فى ظل سيطرة الحياة المادية والجفاء الإنسانى، لذلك فبعيدا عن الانحرافات البسيطة بنشر شائعات كاذبة حول إنقاذ الطفل المغربى ريان الذى سقط فى بئر وظل عالقا فيه 5 أيام متتالية حتى خرج متوفيا، إلا أن هذا الحدث جاء لإحياء الإنسانية، وبالفعل الواقعة وحدّت السوشيال ميديا قلوب العالم، ورفعت من الإنسانية شعارا في تناولها ومتابعتها للواقعة لحظة بلحظة فما بين التناول اللحظى والخبرى من موقع الحدث للمواقع الإخبارية والقنوات الكبرى إلى الصفحات الخاصة لرواد الفضاء الإلكترونى، فالكل يتابع بلهفة، والجميع يتضرع إلى إلهه مهما كانت عقيديته بنجاح عمليات الإنقاذ وخروج الطفل سالما إلى أهله.
وأعتقد أن الطفل ريان كشف أنه ما زالت الإنسانية بخير في عالمنا اليوم رغم التحديات السياسية والاجتماعية والفكرية والاجتماعية التي نتج عنها فى بعض البلدان كوارث وأضرار وحروب أهلية تكاد تأكل الأخضر واليابس، لكن بالفعل ثبت هذا الحادث وخاصة على منصات السوشيال ميديا أن المبادئ ليست شيئا ميتا في عالمنا هذا لكنها شئ حى يسكن دون أن ندرى فقط علينا الرجوع إلى الفطرة السليمة وإعلاء القيم التي لا خلاف عليها، والتي تدعو لنشر المحبة والود، وتحض على نبذ الشر والحقد والظلم والكراهية، وتدفع إلى الالتزام بالثوابت الأخلاقية في التعاملات مع البشر جميعا دون تفرقة على أساس الأصل أو الدين أو اللون أو العرق أو الجنس.
فدعونا نعترف أن الطفل ريان أحيى من جديد في عالمنا المعقد القيم الإنسانية الغائبة وبث الأمل نحو إمكانية التضامن والسلام وإعلاء الإنسانية كشعار في تعامل البشرية بعيدا عن الأطماع والانتهازية والكراهية والحروب، لأن قولا واحدا غياب تلك القيم هو أحد الأسباب الرئيسة التى ساهمت فى تفاقم التحديات وزيادة المشكلات والأخطار التى أصبحت تهدد البشرية في هذا الكون الفسيح.
وختاما علينا أن نتذكر دائما، أنه لن يصبح الإنسان عظيما بالقدر الذي يعمل فيه من أجل رعاية القيم الإنسانية في التعامل مع مجتمعه ووطنه وعالمه الذى يعيش فيه، خاصة أن السوشيال ميديا الآن وهذا العالم الافتراضى جعل العالم كله قرية صغيرة، وأصبحت الحياة دونه شبه مستحيلة، ودعواتنا بأن يجعل الله الطفل ريان شفيعا لأهله وعائلته يوم القيامة، وتحية تقدير لكل من نثر بذور القيم من جديد ومحاولة غرسها في العقول والقلوب، فإنسان بلا مبادئ كساعة بلا عقارب..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة