قبل إشعال النار فيها.. اكتشاف المخطوطة السينائية بدير سانت كترين.. إعرف القصة

الجمعة، 04 فبراير 2022 07:00 م
قبل إشعال النار فيها.. اكتشاف المخطوطة السينائية بدير سانت كترين.. إعرف القصة المخطوطة السينائية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعد المخطوطة السينائية، التى عثروا عليها فى دير سانت كاترين،  واحدة من أشهر المخطوطات فى  العالم، وهى مخطوطة للكتاب المقدس مكتوب في منتصف القرن الرابع، وتحتوى على أقدم نسخة كاملة للعهد الجديد، وجاءت الكتابة في المخطوطة باللغة اليونانية القديمة، كما تحتوى على العهد القديم المعروف بالترجمة السبعينية التى تم إعتمادها بواسطة المسيحيين الأوائل المتحدثين باللغة اليونانية، وتمت إضافة العديد من الحواشي للعهد القديم والجديد معاً بواسطة سلسلة طويلة من المصححين.
 
وتم اكتشاف المخطوطة فى عام 1844 على يد "تشيندورف" الذي كان أستاذاً بجامعة ليبزج، وقام برحلته الطويلة في الشرق الأدني بحثاً عن مخطوطات الكتاب المقدس، وفى زيارته لدير سانت كاترين بجبل سيناء، وجد مصادفةً بعض الرقوق في سلة للمهملات كانت ممتلئة بالأوراق التي كان مصيرها أن تستخدم في إشعال الفرن الخاص بالدير، وبفحص هذه الرقوق تبين أنها نسخة من الترجمة السبعينية للعهد القديم مدونة بالحروف الكبيرة المنفصلة اليونانية، وقد استعاد من هذه السلة ما لا يقل عن ثلاثة وأربعين من هذه الأوراق، وذكر له رهبان الدير أن ضعف ما يمكن أن تحمله السلة في المرة الواحدة من هذه الأوراق قد احترق بهذه الطريقة.
 
وبعد ذلك، عندما عرض على تشيندورف أجزاء أخرى من المخطوطة نفسها (وكانت تحوي سفر إشعياء كاملاً وسفري المكابيين الأول والثاني)، حذَّر الرهبان من استخدام مثل هذه الرقوق في إشعال النيران وذلك لقيمتها البالغة. 
 
أما الأوراق الثلاث والأربعون التي سمح له بالاحتفاظ بها فكانت تحوي أجزاء من سفر أخبار الأيام الأول وإرميا ونحميا وأستير، وعندما عاد إلى أوروبا أودعها مكتبة جامعة ليبزج، حيث تبقي إلى الآن. 
 
وفى عام 1846 نشر محتوياتها وأطلق عليها اسم مخطوطة فريدريك أوغسطس تكريماً للملك فريدريك أوغسطس الذي كان ملكاً لموطن المكتشف وراعياً له. 
ولم تثمر زيارة تشيندورف التالية إلى الدير عام 1853 عن اكتشاف أي مخطوطات جديدة إذ كان الرهبان مرتابين بسبب الحماس الذي أبداه للمخطوطات أثناء زيارته الأولى عام 1844.
 
ثم قام بزيارة ثالثة فى عام 1859 بتوجيه من القيصر الروسي ألكسندر الثاني، وقبل مغادرته الدير بفترة قصيرة، قدم تشيندورف لمشرف الدير نسخة من الترجمة السبعينية التي كان قد نشرها في ليبزج، وعندئذ ذكر له المشرف أن لديه أيضاً نسخة من الترجمة السبعينية وأخرج من خزانة قلايته مخطوطة ملفوفة في قطعة قماش حمراء، فرأي العالم تشيندورف أمام عينيه، وقد استولي عليه الذهول، الكنز الذي طالما كان يتوق لرؤيته، وطلب، مخفياً مشاعره ومتظاهراً بعدم الاكتراث، تصريحاً بفحص المخطوطة فى ذلك المساء، وعندما حصل تشيندورف على هذا التصريح عاد إلى حجرته وظلَّ ساهراً طوال الليل مبتهجاً بدراسة المخطوطة – لأنه ، كما يقول فى يومياته (التى كتبها باللاتينية لكونه عالماً)، بدا النوم وكأنه تدنيساً للمقدسات! وسرعان ما وجد أن المخطوطة تحتوي على أكثر مما كان يرجوه، لأنها لم تكن تحتوى فقط على معظم العهد القديم ولكن أيضاً على العهد الجديد الذي كان سليماً بل وفي حالة ممتازة، بالإضافة إلى ذلك كانت هناك الأعمال المسيحية الأولى للقرن الثانى الميلادى.
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة