تمر اليوم الذكرى الـ1136 على وفاة الإمام ابن ماجه، صاحب سنن ابن ماجه أحد كتب الصحاح الستة، ومحدِّث ومفسر ومؤرخ مسلم، وأحد الأئمة فى علم الحديث. من أهل قزوين، مولده ووفاته فيها، رحل إلى البصرة وبغداد والشام ومصر ومكة والمدينة والري، فى طلب الحديث.
وهو أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه، الذى اشتهر بإبن ماجه المحدث، والمؤرخ، والمفسر، وأحد أهم أئمة علم الحديث، الذى ولد فى قزوين ببلاد فارس وحضر مجالس العلماء فى سن مبكرة، مما جعله يتتلمذ على يد كبار الأئمة وعلماء الحديث فى عصره، ونتيجة لنشأته فقد أدرك أهمية تحصيل العلم وآثر أن يقضى سنوات عمره متنقلا بين البلدان من مصر للشام، ومن العراق وصولا لخرسان وحتى مكة والمدينة ليتعرف على مدارس الحديث المختلفة، ويجمع ويفسر القرآن والسنة.
ألف ابن ماجه عدد من أهم الكتب فى تفسير القرأن وعلم الحديث، فقد كتب "تفسير القرآن عند ابن ماجه" والذى رأى علماء عصره أنه كان من أهم كتب التفسير، حتى وصفه ابن كثير "بالتفسير الشامل الحافل"، كما أرخ التاريخ الدعوة منذ عصر الخلفاء الراشدين حتى عصره فى كتابه عن التاريخ الإسلامي، وقد وصفه ابن كثير بأنه "تاريخ كامل لهذه الفترة".
إلا أن المصير المجهول كان هو الغالب على أكثر كتب ابن ماجه التى فقدت، ولم يصل لنا منها فى عصرنا الحالى عدد كبير وسط غياب الأسباب الواضحة، وحتى الروايات التاريخية عن قصص ضياع هذه الكتب، مع ذلك فقد وصلنا من تراث ابن ماجه كتاب وحيد وهو "سنن ابن ماجه" ليكون هذا الكتاب هو الناجى الوحيد والدليل الملموس على سيرة وتراث العالم الجليل.
وبعتبر كتاب"سنن ابن ماجه" هو واحد من أهم كتبه التى اكسبته شهرة ومكانه بين علماء عصره، حتى أنه لما فيه من الدقة والشمول ما جعله رابع كتب السنة بعد النسائى والترمذى و ابن داوود، وأحد أهم مراجع السنة النبوية، ونتيجة لأهمية هذا الكتاب فقد أسهب كبارالعلماء والمحدثين فى دراسته وشرحه منهم السندى والبوصيرى وجلال الدين السيوطى وغيرهم.
وتوفى ابن ماجه فى شهر رمضان من عام 273هـ، لكن سيرته الحافلة ومكانته لم تتبدل فى نفوس العلماء والعامة من المسلمين الذين ما زالوا يقدرون التراث الزاخر، والإسهامات البلغة الأهمية التى سطرها ابن ماجه منذ ولادته وحتى وفاته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة