فى ميدان الشيخ حسانين بمدينة المنصورة، يجذبك رجل سبعيني يقطن بزاوية من السوق، يداعب أنواع مختلفة من الحمام، منسجما مع هديلها، وهو يشاهد الأسراب المنتشرة وهى تحلق لتعيد له ذكريات طفولته مع طائر السلام.
عم شرف الدين.. أحد أقدم هواة تربية الحمام وبيعه بجميع سلالاته فى سوق الحمام بمحافظة الدقهلية، حيث اعتاد منذ طفولته على تربية الحمام، حتى تحول منزله لمأوى يضم جميع الأنواع، محتضنهم كأبنائه، يرعاهم ويحتفظ بهم ككنز ورثه عن أجداده.. فاعتاد عاشق طائر السلام على التواجد بالسوق يومى السبت والثلاثاء من كل أسبوع لبيع وشراء أنواع مختلفة من الحمام.
"تربية الحمام عشقى الأول والأخير".. بهذه الكلمات بدأ شرف الدين توفيق صاحب الـ75 عاما، وأحد هواة تربية الحمام، حديثه لـ"اليوم السابع"، فقال إنه يهوى تربية الحمام منذ أكثر من 65 عاما، فعشقه لهذا الطائر وتقديره لقيمته كونه رمزا للحب والسلام وعنوانا للوفاء والنقاء والحرية، دفعه لاقتناء جميع الأنواع والسلالات منذ طفولته، حيث ورث حب تربية الحمام عن أسرته منذ أن كان عمره 6 سنوات، مشيرا إلى أن هذا الحب كبر معه حتى أصبح يهوى تربية الحمام بكل أنواعه، ويفرغ وقته لأجلهم معتبرهم أبناءه الذين يربيهم ويرعاهم بمنزله حتى بعد بلوغه سن السبعين.
وأشار إلى أنه اعتاد على التواجد فى سوق ميدان الشيخ حسانين يومى السبت والثلاثاء من كل أسبوع، لبيع أنواع مختلفة من الحمام الذى يقتنيه ويربيه فى غية الحمام الخاصة به، فضلا عن اهتمامه بشراء أنواع أخرى لا يمتلكها، مشيرا إلى أن تربية الحمام هواية وغية وفن راق يحتاج للمهارة والخبرة.
واستطرد أن للحمام سلالات كثيرة ومختلفة، فمنها الأسترالي، والهزار، والزاجل، والفرنساوي، والشيرازي، والمراسلات، والسوداني، والبلجيكي، والنفاخ، والتركي، والكينج، والسيلفر، والعبسي، والريحاني، والحلبي، والهنكري، وغيرها، مشيرا إلى أن كل منها يتميز بسمات وخصائص شكلية وجمالية ومواصفات من شكل، ولون، وتقليب، وطبيعة حركة، وقوة وسرعة طيران، وغيرها، تحدد أسعارها وقيمتها فى السوق.
وقال إن الحمام الهزاز، هو أكثر السلالات غرابة على الإطلاق، حيث يتميز بشكله المميز والجذاب وكثافة ريش ذيله التى يتراوح عددها من 24 إلى 52 ريشة، وظهوره دوما متفاخرا ومعجبا بنفسه، يهز رأسه بشكل متكرر، رافعا ذيله لأعلى كالمروحة، وأفضل أنواعه هو الهزاز الأصيل، الذى يتميز بصغر حجمه ووقوفه على أصابعه مع إرجاع رأسه للخلف لتلامس الذيل، وبروز صدره للأمام، مضيفا أنه يستخدم للزينة، ويتميز بتعدد ألوانه، فيوجد منه الأحمر والأسود والأبيض، ويتراوح سعره من 150 إلى 500 جنيه.
وأشار إلى أن الجزاخنجى القطيفة، يعد أحد أجمل سلالات الحمام، حيث يتميز بألوانه المتدرجة من الذهبى الامع كالقطيفة، وزرقة رأسه المائلة للون الرمادى وانزلاقها للوراء، وقصر منقاره وأنفه الصغير، وأرجله القصيرة، فضلا عن قدرته على الطيران لارتفاعات شاهقة ومسافات بعيدة لفترة زمنية طويلة، موضحا أن سعره يصل لـ120 جنيها والزغلول منه يتراوح سعره من 80 إلى 100 جنيه، أما الحمام الأسترالى الأبيض فيعد أكثر الفصائل جمالا، حيث يتميز بلونه الأبيض الصافي، وامتلاكه لفم صغير جدا، وأرجل حمراء، ورأس كبيرة، فضلا عن هدوئه، وقوته، وقدرته الكبيرة على الطيران لارتفاعات شاهقة ومسافات بعيدة.
وعن حمام المراسلة المصري، قال شرف الدين، إنه يعد من أكثر أنواع الحمام المحببة لدى هواة تربية الحمام، حيث يتميز بجسمه المتناسق والقوى وعظامه الملفوفة، وعضلات صدره القوية، ورأسه المنحدر لأسفل ومنقاره الطويل والسميك، وجفونه البيضاء المتسعة، وأجنحته القصيرة، وأرجله القصيرة، فضلا عن قيمة كل ريشة به، وتعدد ألوانه، فمنه الأسود والأبيض والأزرق ومنه المهجن الذى يتميز بتدرج ألوانه، حيث يكون رأسه بلون والأجنحة بلون والجسم بلون آخر، ووقفته المميزة، حيث يقف رافعا صدره لأعلى وذيله منخفض لأسفل، فضلا عن قدرته على الطيران لمسافات طويلة جدا، مضيفا أن سعره يتراوح من 100 إلى 800 جنيه، والزغلول منه يتراوح سعره من 100 إلى 200 جنيه، حيث يتحدد السعر وفقا لشكل الحمامة ومواصفاتها ووقفته وحركته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة