قرب نهاية رواية أجاثا كريستى الصادرة عام 1937 تحت عنوان "الموت على النيل" شبه المحقق هركيول بوارو تحقيقه في القضية البوليسية التى كان يعمل عليها بالحفريات الأثرية، قائلاً: "أزلت الأرض السائبة، وكشطت هنا وهناك بسكين حتى وصلت لهدفى أخيرًا، هذا ما كنت أسعى إلى فعله - أزلت المواد الدخيلة حتى تمكنت من معرفة الحقيقة. "
جملة بوارو تعكس اهتمام أجاثا كريستى بعلم الآثار بصفتها زوجة ماكس مالوان عالم الآثار البريطاني الذي قاد حفريات أثرية في سوريا والعراق ومصر وغالبًا ما رافقت كريستي زوجها في رحلاته إلى الشرق الأوسط بينما كانت في ذروة شهرتها كمؤلفة من بين المؤلفات الأكثر مبيعًا.
وقد جذبت الطبيعة المنهجية للعمل فى الآثار إلى حد كبير الروائية العالمية ذائعة الصيت، التى "كانت مفتونة بالألغاز وبالقطع الأثرية الصغيرة"، كما قالت شارلوت ترومبلر ، التي شاركت في تنظيم معرض مطلع القرن الحادي والعشرين عن كريستي وعلم الآثار حيث قالت لشبكة CNN عام 2011 :"كانت لديها موهبة تجميع الألغاز مثل القطع الأثرية معًا بصبر شديد".
بالإضافة إلى تحقيق "رغبتها بالتعلم مدى الحياة" ، فقد أتاحت الرحلات الاستكشافية لأجاثا كريستي مع زوجها الهروب من ضغوط الشهرة كما تقول لورا طومسون مؤلفة كتاب أجاثا كريستي: حياة غامضة: "لم يكن عليها أن تكون" أجاثا كريستي" طوال الوقت... كان يمكنها أن تقضي جزءًا كبيرًا من العام بعيدًا عن كل شيء وأن تكون مجرد زوجة لعالم الآثار ماكس مالوان. "
ووفقا لمجلة سميثسونيان يظهر افتتان كريستي بالحضارات القديمة وخصوصا مصر من خلال أعمال مثل جريمة قتل في بلاد ما بين النهرين، وهي رواية صدرت عام 1936 تركز على مقتل زوجة عالم آثار؛ ورواية الموت يأتى كالنهاية الصادرة سنة 1945 والتى وقعت أحداثها في مصر عام 2000 قبل الميلاد وربما كان أشهرها "الموت على النيل".
وقد وضعت أجاثا كريستى خطوط روايتها الأولى بعنوان Snow Upon the Desert في القاهرة لكنها لم تتمكن من نشرها وبعد أكثر من عقد عام 1923 عادت كريستي التي أثارها اكتشاف هوارد كارتر لمقبرة توت عنخ آمون إلى أجواء القاهرة كمكان عبر قصة قصيرة بعنوان "مغامرة المقبرة المصرية".
زارت أجاثا كريستي الشرق الأوسط في خريف عام 1928 بعد انفصالها حديثًا عن زوجها الأول أرشيبالد كريستي حيث خططت الكاتبة للتعافي عن طريق "أشعة الشمس" في منطقة البحر الكاريبي وقبل يومين من الموعد المقرر لمغادرتها ، اقترح أصدقاؤها وجهة بديلة وهى بغداد.
سافرت كريستى إلى العاصمة العراقية عبر قطار الشرق السريع وهو قطار ألهم رواية كريستي شهيرة أخرى حيث كان عالم الآثار البريطاني ليونارد وولي يجري تنقيبًا عن الآثار لحساب المتحف البريطاني ومتحف جامعة بنسلفانيا وكانت زوجة ليونارد وولى، عالمة الآثار كاثرين وولي، من محبي كريستى ، وشجعها الزوجان على مراقبة الحفريات الجارية.
تذكر كريستي في سيرتها الذاتية أثر هذه الرحلة حيث تقول: "لقد وقعت في حب أور بالعراق... جاء إغراء الماضي ليأخذني.. رؤية خنجر يظهر ببطء ، مع بريقه الذهبي ، عبر الرمال كان أمرًا رومانسيًا، ملأني الحرص في رفع الأواني والأشياء من التربة شوقًا لأن أكون عالمة آثار".
في عام 1933 زارت أجاثا كريستى مع زوجها ماكس مالوان مصر في طريقهما إلى التنفيب عن الحفريات الأثرية ثم إلى السودان في رحلة بحرية عبر نهر النيل على متن سفينة فاخرة جرى تدشينها عام 1885 للعائلة المالكة في مصر قبل تحويلها إلى سفينة سياحية في عام 1921 ، وكان معظم الركاب من النخبة الأوروبية الذين فضلوا "سماء مصر المشمسة والمياه الزرقاء" ، كما قالت كريستي لاحقًا التى دونت أيضا ملاحظات دقيقة عن رفاقها في السفر والمواقع التي شاهدتها في رحلاتها بما في ذلك معبد الكرنك ورمسيس الثانى.
أجاثا كريستى وزوجها عالم الآثار ماكس مالوان عام 1950
أجاثا كريستى بأحد المواقع الأثرية
أجاثا كريستى وصورة نادرة مع الأهرامات
أجاثا كريستى وزوجها
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة