أرقام صادمة كشفها تقرير المعهد القانونى للمالية العامة والمحاسبة CIPFA، فى المملكة المتحدة، بشأن أعداد المكتبات، والزيارات التى شهدتها خلال السنة المالية 2020 / 2021 مقارنة بالسنة التى قبلها، وتأثير جائحة فيروس كورونا عليها.
أظهرت الأرقام الصادرة حديثا، أن عدد الزيارات الشخصية للمكتبات انخفض بنسبة 72٪ في السنة المالية 2020/21 مقارنة بالعام السابق، وأن هناك 59.7 مليون زيارة فقط حتى مارس 2021، مقارنة بـ 214.6 مليون في العام السابق.
غلق المكتبات فى زمن فيروس كورونا
كما كان هناك انخفاض كبير في عدد الكتب الصادرة، تمثل فى 72.9 مليون مقارنة بـ165.9 مليون في العام السابق، بانخفاض قدره 56٪. ومع ذلك، استمر عدد زيارات إلى مواقع المكتبات الإليكترونية في النمو، حيث ارتفع بنسبة 18٪ إلى 154.7 مليون خلال هذه الفترة، ومع ذلك، فقد زاد عدد المكتبات الثابتة والمتنقلة بنسبة 5٪ ليصل إلى 3842 مكتبة.
وفقًا للتقرير انخفض العدد الإجمالي للموظفين بأجر بأقل من 100، أو 1٪، بين عامي 2019/20 و2020/21. وانخفضت أرقام المتطوعين بشكل حاد مع انخفاض بنسبة 50٪ تقريبًا عن العام السابق إلى 25709.
وقال تقرير المعهد CIPFA أن إجمالي دخل المكتبات انخفض بنحو 20 مليون جنيه إسترليني خلال العام المالي الماضي إلى 56.6 مليون جنيه إسترليني من 75 مليون جنيه إسترليني، بانخفاض 25٪ عن 2019/20.
ضعف الاقبال على شراء الكتب فى زمن كورونا
روب وايتمان، الرئيس التنفيذي لـ CIPFA علق هذا التقرير وقال: "بالنظر إلى مدى تمدد الخدمات العامة خلال الوباء، فليس من المستغرب أن نرى مثل هذا الانخفاض الحاد في دخل المكتبات والزوار والموظفين المتطوعين.
وأضاف روب: من الجدير بالذكر أن المستويات المنخفضة للدخل التي شهدناها قد حدثت على الرغم من الزيادات في تمويل المنح المحددة. بدون تمويل المنحة الإضافية، كنا نتوقع أن نرى خطوط الدخل أقل، لكن الواقع المالي الذي تواجهه المكتبات قاتم.
وأوضح روب: أن الزيارات المادية قد انخفضت بسبب قيود Covid-19 وإغلاق مرافق المكتبات، ولكن في حين أن هذا الانخفاض قد يكون حادًا، فإن الزيادة في الزيارات الرقمية تُظهر أن المجتمعات لا تزال ترغب في استخدام خدمات المكتبات، التى تستمر في كونها ذات قيمة ثقافية كبيرة لمجتمعاتنا.
وتابع روب: "الوقت وحده هو الذي سيحدد ما إذا كان هذا التحول الأخير إلى الرقمي سيثبت أنه نموذج طويل الأجل لاستخدامنا للمكتبات".
جائحة كورونا وتأثيرها على صناعة النشر
وبعد صدور التقرير، اعترض بعض الخبراء على التركيز على رقم إجمالي الدخل للمكتبات، فقال الناشط في مجال المكتبات، تيم كواتس، والمدير الإداري السابق لشركة Waterstones، إن هذا لا يشكل سوى جزء صغير من إنفاق المكتبة الذي يتم دفعه من الإيرادات، مثل الغرامات والرسوم والمنح الصغيرة، وقروض الكتب المطبوعة، وتوقف العديد من المكتبات عن تحصيل الرسوم المتأخرة.
ووفقًا لأحدث الأرقام الصادرة عن CIPFA، فقد انخفض الإنفاق على المكتبات، الذي دفعته المجالس ودافعي الضرائب، بشكل طفيف فقط، من 800 مليون جنيه إسترليني إلى 780 مليون جنيه إسترليني، بانخفاض 2.5٪.
وقال كوتس: "نحن نعلم الآن، ولأول مرة، أن الجمهور دفع بالكامل تقريبًا مقابل خدمة المكتبة العامة خلال 20/21 (780 مليون جنيه إسترليني مقابل 800 مليون جنيه إسترليني). ما يقرب من جميع الموظفين بقوا يعملون. ومع ذلك، انخفضت الزيارات بنسبة 72٪، وانخفضت القروض الكتابية بنسبة 56٪.
وتابع: "لا نعرف شيئًا عن استعارة الكتب الإلكترونية أو أي مادة رقمية. لا نعرف مقدار استخدام خدمة المكتبة للأحداث أو من قبل الأطفال. لا نعرف كم تم إنفاقه على الكتب المطبوعة أو الكتب الإلكترونية. كما أننا لا نعرف عدد المجالس التي أكملت نموذج CIPFA - وهو مصدر قلق مستمر، لكننا نعلم أيضًا أن كل ذلك يأتي على خلفية الصناعة لزيادة القراءة أثناء الوباء".
انخفاض الزيارات للمكتبات فى زمن كورونا
وانتقد "كوتس" الأرقام لأنها تأخرت عن موعد صدورها شهرين، وقالت CIPFA إن هذا يرجع إلى أن بعض الردود على الاستطلاع كانت أبطأ من السنوات السابقة مما أدى في النهاية إلى تأخير إصدار الأرقام.
كما أعرب نيك بول، الرئيس التنفيذي لجمعية المكتبات والمعلومات CILIP عن مخاوفه. وقال: لدينا مخاوف بشأن صحة البيانات، نظرًا لأن خدمات المكتبة تلتقط بشكل متزايد البيانات حول الاستخدام المحلي والتأثير بطرق مختلفة ونحن نتفهم أن عدد أقل الآن تقديم البيانات إلى CIPFA. نحن في نقاش مع هيئات قطاع المكتبات حول نهج جديد نأمل أن يوفر بيانات إحصائية أكثر أهمية عن المكتبات في المستقبل.
سنوات صعبة على صناعة النشر
وتابع: "كان عامي 2020 و 2021 بلا شك سنوات صعبة للغاية للإقبال المادي وقروض الكتب، لكن المكتبات في جميع أنحاء المملكة المتحدة كانت قادرة على الابتكار والتكيف لإيجاد طرق جديدة لإشراك جمهورها. مع خروجنا من الوباء، لا تزال احتياجات مستخدمينا تتطور ويسعدنا أن نرى خدمات المكتبة تتطور معهم.
دعم المكتبات ماديا
وأضاف: "يمثل التمويل تحديًا لجميع الخدمات العامة، ولكن من المهم ملاحظة عدد المجالس التي وجدت طرقًا لمواصلة دعم المكتبات على الرغم من الضغوط المالية الهائلة على الرعاية الاجتماعية. سيعلن CILIP قريبًا عن نتائج التحقيق المستقل في تمويل المكتبات العامة، والذي نأمل أن يوفر خارطة طريق لمستقبل أكثر استدامة، بما في ذلك نطاق أوسع من مصادر الدخل للمكتبات ".
المكتبات فى زمن فيروس كورونا
وأضاف إيزوبيل هانتر، الرئيس التنفيذي لـ Libraries Connected: "لم تسمح الحكومة بإعادة فتح المكتبات بالكامل حتى أبريل 2021، أي بعد فترة الاستطلاع هذه، ولكن منذ ذلك الحين تغيرت الصورة بشكل كبير. تظهر الدراسات الاستقصائية لأعضائنا أن استعارة الكتب المادية قد عادت إلى حوالي 84٪ من مستويات ما قبل Covid بحلول ديسمبر 2021.
زيارة المكتبات فى زمن جائحة كورونا
وأشار إلى أنه في النصف الثاني من العام الماضي، تأرجح حضور الحدث من رقمي إلى مادي مع ما يقدر بنحو 1.7 مليون شخص في الأحداث الحية من يوليو إلى ديسمبر. ومع ذلك، لا يزال الاقتراض الرقمي والصوتي مرتفعًا، بأكثر من ضعف مستويات ما قبل Covid، وهذا يجلب تحدياته الخاصة لميزانيات المكتبات. كما أظهر الوباء بوضوح أن الاحتياجات المتنوعة للسكان المحليين لا يمكن تلبيتها من خلال الخدمات الرقمية وحدها. يعني الضغط الحالي على السلطة المحلية ودخل الأسرة أن المكتبات ستحتاج إلى مزيد من الدعم لمواصلة الابتكار لمجتمعاتها عبر الإنترنت وشخصًا. "
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة