تعتبر الصحراء الشرقية هى الامتداد البرى لساحل البحر الأحمر من الشمال إلى الجنوب، يقطن تلك الصحراء الكثير من القبائل المختلفة التى مازالت يعيش الكثير من أبنائهم بالصحراء كسكن وعمل، حيث يسعى دائما أبناء البادية وراء حرفة الرعى لكونها هى أول حرفة عرفها ابن الصحراء، ويستمر لعدة أيام فى الصحراء سعيا وراء رزقه، لرعى أبله أغنامهم من ثم يبحث دائما عن مصدر للطاقة لتستمر الحياة لطهى الطعام والشراب والتدفئة فى فصل الشتاء ويكون الحل الوحيد لذلك هو جمع الحطب.
الحطب وهو أغصان وعروق الأشجار القديمة فى الصحراء هو مصدر الطاقة الأوحد فى الصحراء والأودية الجبلية، وأن الأودية الجبلية التى ليس بها أشجار لا يمكن العيش فيها، حيث إذا وجد الشجر وجدت الحياة، ففى الصحراء الشرقية وتحديدا منطقة حلايب وشلاتين، تعتبر أوديتها من الأودية الغنية بالأشجار والتى تعتبر أغلب مناطقها مناطق محميات طبيعية.
يقول أدم سعد الله، أحد ابناء مدينة الشلاتين، ومن المهتمين بتراثها أن الحطب أو أغصان الأشجار القديمة هى مصدر الطاقة الوحيد فى الصحراء وخاصة للراعى وكذلك للسكان الدائمين فى الأودية الجبلية فى حلايب وشلاتين إلا القليل من سكان الصحراء من استعان بطاقة أخرى خلال الأعوام القليلة الماضية، فإن كل شىء من طهى الطعام والشراب كان يتم من خلال جمع غصون الأشجار القديمة وبعد ذلك التحهيز من خلالها .
وأضاف أن هناك أودية جبلية ومناطق فى الصحراء يسكنها أبناء بعض القبائل ربما تكون بعيدة عن مناطق الخضر لإحضار أسطوانات الغاز لتشغيل البوتاجاز كل وقت معين فيكون الحطب هو الحل الأفضل فى كل الأوقات، حيث يتم تجهيز عليها طعام الصحراء من الخبر الجابورى إلى العصيدة وكذلك وجبة السلات العظيمة.
وأوضح سعد الله أن فى عادة الأمر يكون فى الصحراء جمع الحطب مهمة الرجال، حيث يسعى وينتشر الرجال فى الأودية الجبلية لجمع الحطب والاستعانة به فى حياتهم اليومية وكذلك التدفئة فى الشتاء، وتجهيز الطعام الذى يعد اجمل مذاقا من تجهيزه على مصدر اخر للطاقة .
يبحث أهل البادية عادة عن بقايا أشجار "الأثل" والأكاسيا وغيرها من أنواع الأشجار الموجودة فى هذه الصحراء لكونها افضل فى الطهى وكذلك فى اشتعال النيران، مؤكدا على أن أهل البادية فى حلايب وشلاتين يحافظون على البيئة بكل ما يستطيعون حيث إنه لا يمكن أن يستخدم شجرة تنبت وجذورها خضراء ليشعل النيران بها ويستخدمها فى حياته اليومية، بل يسعى جاهدا للبحث عن الاشجار القديمة الميتة .
وكشف آدم سعد الله أنه اصبح الآن جميع الحطب بكميات كبيرة وتفحيمه تجارة مشهورة فى الشلاتين، حيث يعمل بها الكثير من ابناء القبائل المختلفة بحلايب وشلاتين يقومون بجمع بقايا الأشجار الضخمة القديمة وإشعال النيران بها وتحويلها إلى فحم وتعبئتها بأجولة وبيعها، واصبح فحم الشلاتين الأشهر على انحاء الجمهورية .
يذكر أن شجرة الاكاسيا والتى تعتبر عروقها وجذوعها مصدر للطاقة فى الصحراء بعدما تموت لاسباب طبيعية يقال عنها شجرة السنط من الاشجار المعمرة والمنتشرة بكثرة فى حلايب وشلاتين وهى صديقة الراعى ويقيم تحتها وتقيه من حرارة الشمس اثناء الرعى والتجول فى الصحراء، وتنمو عادتاً فى مخرات السيول بالصحراء الشرقية، حيث أنها تشكل بيئة ذات طبيعة خاصة.
كما أن شجرة الاكاسيا تعد مصدر حماية وغذاء للعديد من الكائنات الحية المتواجدة بالصحراء، وتستخدمها للغذاء يتغذى على أوراقها العديد من الكائنات الحية من بينها والاغنام والماعز والجمال، وأن خلال حملات الرصد البيئى الذى يقوم بها رجال المحميات الطبيعة فى فصل الصيف يرصدون حيوانات برية نادرة اسفلها من خلال اثار اقدامها تحت أشجار الأكاسيا مثل الغزال المصرى والتيل والماعز الجبلى، وذلك لتستظل بها من حرارة الشمس الحارقة.
أشجار الاكاسيا اصل وقود الصحراء
أشجار الاكاسيا الشهيرة
الحطب مصدر الكاقة بالصحراء
الحطب وقود الصحراء
تجهيز شراب الصحراء على الحطب
تجهيز للطعام على الحطب بالصحراء
جمع الحطب فى الصحراء
جمع الحطب مهنة الرجال
خبز الصحراء على الحطب
شاب يجمع الحطب من أحد الأشجار القديمة الميته
عمال التفحيم بالشلاتين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة