لا أعرف هل يصح أن أجازف بالكتابة عن أم اللغات لغة الضاد أداة البحترى وأبو نواس وطه حسين والعقاد، فلا جديد أزعم تقديمه فى وسط قامات الأدب والمنشغلين بتجديد اللغة العربية، ولكن همومها وأحزانها هى ما أثارت الكلمات للتعبير، بعد أن وصل بنا الحال أن نقرأ تدوينات فى غاية الأهمية من شخصيات نحسبهم أساتذة، فنجدها مبتورة الهمزة مختلطة التاء بين المربوطة والمفتوحة، وأكثر من ذلك نجدهم يستخدمون الكلمة فى مكان الأخرى أى أنهم لا يعرفون الفارق بين الكلمات، نقول لهم: اللغة "عقل" فمن لغته صحيحة "عقله سليم".
إنه أمر محزن ومخزٍ فى مجتمعنا العربى، فمثلما يوجد طعام فاسد توجد كتابة فاسدة وكلمات مصابة بالعطب حقا، نحن العرب لم نخترع شيئا ذا قيمة منذ قرون فكل ما نستخدمه فى حياتنا اليومية بداية من السيارة مرورا بالمصعد الكهربائى وصولا لجهاز الكمبيوتر منتهيا بإرسال إيميل ضغطا على زر shut down من صنع الغرب، لذا فإننا لا نملك نحن العرب غير الحفاظ على لغتنا العربية، فهل نضيعها؟
علموا أولادكم الكتابة الصحيحة مستوفية الهمزة، واجعلوهم يفرقون بين الهاء المربوطة والتاء، فكيف نهمل الهمزة من الألف ولا نخشى تغيير معنى الكلمة أو الجملة إذا لم يوضع "الألف" فى مكانه الصحيح، وكذلك الهاء والتاء المربوطة.
القضية كبيرة لمن يعى ويفهم، وعلى الإعلاميين الذين يبررون ذلك بأنهم غير متخصصين فى اللغة العربية، أقول لهم: القضية لها علاقة بالحس والوعى والعقل والهوية وليست مقصورة على التخصص.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة