نظمت دار كلمة للنشر ندوة لحفل توقيع وإطلاق كتاب "طه الذي رأي.. أيام ما بعد الأيام" للكاتب حمدي البطران، في مكتبة البلد بوسط البلد، ناقش الكتاب كل من: الدكتور أحمد مجاهد أستاذ الأدب العربي، والدكتور محمد عفيفي أستاذ التاريخ، ويدير اللقاء الكاتب والصحفي الكبير الأستاذ وائل لطفي، وسط حضور جماهيري كبير.
وخلال تقديمه للندوة، قال الكاتب الصحفي وائل لطفي، رئيس تحرير جريدة "الدستور"، إن رواية "طه الذي رأى" للكاتب حمدي البطران اتسمت بسلاسة السرد، كما شكلت إضافة كونها مختلفة عما كتب عن طه حسين من حيث كونه تناول قصة عميد الأدب العربى من جانب رومانسي وعلاقته بزوجته، فهى من قصص الحب الكبيرة والخالدة، فزوجة حسين في حياته كثيرًا وهو كذلك أخلص لها.
وأضاف "لطفى"، أن هناك كتبًا كثيرة صدرت عن طه حسين ودراسات وأبحاثًا، لكن كان بها جانب من الغموض، ولكن بعد كتاب "الأيام" أزيل الغموض بالنسبة له، فالكتاب أوضح أمورًا غامضة كثيرة مثل علاقة طه حسين بـ مى زيادة وحبه لها والتوقيت الذي تعرف عليها فيه، فكانت غير واضحة لى في أي توقيت فكثير من الكتب لم تتناولها بشكل واضح.
وأشار "لطفى" إلى أن إعادة سرد الأيام بلغة حديثة فهذا مهم، وأرى أنه إنجاز أن نقدم كتابًا بلغة سهلة عن طه حسين، وبلا شك مميزات الكتابة الكبيرة، قائلًا: "أرى أن الكتاب كان يحتاج إلى من مزيد من الإضافات فكان هذا لا بد منه، ولكن الكاتب اطلع على عدد كبير من المصادر وكان من الممكن الاطلاع على مصادر أخرى وعلينا أن نطرح العملة الجيدة حتى تطرد الرديئة وتقضى عليها، ولفت انتباه الشباب إلى طه حسين فهذه مسألة مهمة جدًا".
بينما قال الدكتور أحمد مجاهد، أستاذ الأدب العربي، إن غلاف رواية "طه الذى رأى" للكاتب حمدى البطران عن دار كلمة للنشر، تتسم بجرأة الكتابة: "عجبني هذا الوعد في ظهر الغلاف، فأنا من تلاميذ طه حسين ومن عشاقه واكتشفت أن الوعد ليس وعدًا حقيقيًا، لأن الكتاب يشتغل على أيام الأيام، فهناك بعض الناس لم يقرأ الكتاب، فالكاتب عمل فلاش باك وعودة لحياة طه حسين عندما كان في فرنسا مسترسلًا الأحداث.
وأشار إلى أن المذكرة التي كتبها المستشار محمد نور في قضية الشعر الجاهلي إدارة للكتاب وأن الحكم كان على عكس سير المذكرة وأرجع هذا إلى المواءمة السياسية.
وتطرق مجاهد للقضية بكل تفاصيلها، قائلًا: "المحضر لا بد أن يتعمل فيه دراسات بمفرده حتى على قبول الشك حتى تتضح حقيقة الأمر، ولكن البعض تعامل مع المذكرة على أنها حقيقة مطلقة، منوهًا إلى أن خيري شلبي نشر تفاصيل تلك المذكرة.
وأشار إلى أن الكاتب اختتم روايته بالمقصورة الملكية التي فتحت لطه حسين في الباخرة التي كان فيها زحام للناس الهربانة من الحرب وختم الكاتب الرواية بأن العلم هو ملك العصر وهو الملك الوحيد"، وهذه من الأمور التي أعجبته في الرواية.
وأضاف مجاهد أن الرواية تنتمي إلى رواية الترجمات، وهذا الالتفات إلى هذا النوع مهم في الوقت الحالي فهو نوع بين التنسيق والإبداع، وأرى لها دورًا آخر لا يقل أهمية في اختيار الشخصية والحديث عنها، وما أحوجنا إلى إحياء طه حسين.
ويرى الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، إن رواية "طه الذى رأى" من الروايات الهامة، معرباً عن سعادته بكون ضابط شرطة يتحول لأديب وهو مصر على صعيديته مثل حمدى البطران، مشيراً إلى أن كتاب طه حسين "فى الشعر الجاهلي" ليس به أزمة وإنما المجتمع هو الذي كان في أزمة في هذا التوقيت.
وأضاف "عفيفى"، أنه بعد خمسين سنة من رحيل طه حسين هناك هاجس للكتابة عنه، رغم ما مر بالعالم من تغيير، وإعادة طرح الأسئلة وهو ما فعلته رواية "البطران" التى تنتمى الى رواية الترجمات التى تعد من الفنون الجيدة ، التى اصبحت قليلة ونادرة رغم انها من الفنون المعتبرة في النصف الأول من القرن العشرين وهو أدب التراجم.
وأشار "عفيفى" إلى أن الرواية بها لعبة "الفلاش باك" ولكن في لحظات تسقط في بعض الأحداث، أما الجزء الخاص بالشعر الجاهلي كان الكتاب على طلاب المرحلة الرابعة بكلية الآداب، فالأزمة ليست في الكتاب بل في المجتمع لأن هناك أزمة بين الأزهر والجامعة، وشيوخ الأزهر هم من بدأوا المعركة، وكل هجومهم كل هذا الكتاب الذي يدرس في الجامعة، وأن أحمد لطفي السيد فرض وجود طه حسين وتدريسه بالجامعة.
وفي نهاية الندوة، قال الكاتب حمدي البطران، مؤلف الكتاب، لم أقصد كتابة سيرة تاريخية لطه حسين، ولم أتمكن من النص الأصلي لصورة من التحقيقات التي أجريت مع طه حسين خلال أزمته حول كتابة الشعر الجاهلي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة