أحمد إبراهيم الشريف

حماية اللغة العربية.. كيف نبدأ؟

الأحد، 18 ديسمبر 2022 02:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحتفل اليوم اللغة العربية بيومها العالمي، وهي لغة "حضارية" لا شك في ذلك، لكن كما نرى جميعًا، لم تعد في سابق عهدها من حيث الانتشار وصور التعلق بها والشغف القديم بفنونها، بل صارت تتعرض دائمًا لمضايقات ومشاحنات، لذا حمايتها واجب، ولو آمنا بأن اللغة تحمي نفسها وتحفظ ذاتها وأنها لا تحتاج تدخلنا، سننتهي بها لغة "متحفية".

ونضرب مثلاً بالخطر الذى يهدد اللغة العربية بما يحدث لها فى أفريقيا، فمن قبل ذكر ابن خلدون، أن اللغة العربية دخلت إلى أفريقيا قبل 5 آلاف سنة، عبر المداخل الجنوبية والشمالية لساحل البحر الأحمر، ثم جاء الإسلام وانتشرت اللغة بشكل كبير، لكن حال الدول العربية الآن يدعو للتأمل، فرغم كون الصومال وإريتريا دولتين عربيتين، فإننا نجد اللغة الصومالية هى اللغة الرسمية للبلاد، أما جيبوتى التى استقلت عام 1977، وانضمّت إلى جامعة الدول العربية، وقرّرت جعل اللغة العربية من اللغات الرسمية فى البلد، غير أن هناك عوائق وقفت أمام حركة التعريب فى جيبوتى، ويتحدث الشعب الإرتيرى تسع لغات، تتوزّع على تسع قوميات، منتشرة فى طول البلاد وعرضها وموريتانيا بلد المليون شاعر، التى تعد اللغة العربية لغتها الرسمية، حسب الدستور الموريتانى، فإن اللغة الفرنسية هى اللغة السائدة فى الدوائر الحكومية.

كما أن زيارة قصيرة إلى دول خليجية وأخرى في شمال أفريقيا تكشف لك كيف أن اللغات الأجنبية صارت تحاصر الشوارع هناك، كما أن اللهجات المحلية صارت مسيطرة رغم أنها تفقد -فى كثير من الأحيان - سبل التواصل.

ومع ذلك يمكن أن ننشئ جيلاً محبًا للغته يعيد إليها رونقها وبهاءها، وذلك عن طريق صناعة حضارة، والحضارة تحتاج "عقلاً وروحًا"، العقل يتمثل في العلوم بكل أصنافه، والروح تتطلب فنونًا بكل أنواعها، ولو ربطنا بين اللغة العربية والتأليف العلمي، وبينها وبين الإبداع الفني حينها سوف نعيد لها مكانتها، لأنها ستصبح مرة ثانية لغة حضارية.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة