أخلاقنا الجميلة.. أردنى يشيد بشهامة سائق مصري أنقذه من أزمة في منتصف الليل

"روابط العروبة بتزيدها المواقف الحلوة" هكذا بدأ الشاب الأردنى ثائر الشريف تعبيره عن مدى امتنانه لما حدث معه عندما أصاب سيارته عطل على الطريق في القاهرة الجديدة، الأمر الذي جعله يقف في حالة من الصدمة لا يعلم ماذا يفعل بعد منتصف الليل ولا كيف يتصرف في هذه الحالة، حتى ظهر له أحد سائقي التاكسي الذي قام بمساعدته بل والوقوف معه لمدة قاربت الساعتين حتى يتأكد من تمام تصليح السيارة والتحرك بها في أمان في مثال حي لجدعنة المصريين وأخلاقنا الجميلة التي وثقها بمنشور على موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك والذي حاز على إعجاب الآلاف.

ثائر الأردني: مافيش مغترب في مصر

قال ثائر صاحب الـ 33 عامًا أردني الجنسية أنه يرفض إطلاق كلمة مغترب على غير المصريين ويفضل أن يقال عنه زائر خاصة لما شعر به من حب ومودة من جانب المصريين له ولغيره خاصة وقت الأزمات خاصة وأنه خريج أحد الجامعات المصرية بكلية الإعلام وظل يأتي لمصر طوال فترة الدراسة، أما عن الموقف الذي حدث معه فقال: " كنت عطلان بسيارتي في القاهرة الجديدة ومش عايزة تشتغل والساعة 1 صباحاً، ومفيش ميكانيكي فاتح ومشكلتي كانت في طلمبة بنزين، لحد ما لقيت سواق تكسي معه نفس سيارتي وشايل طلمبة بنزين في صندوق السيارة بالصدفة"

السائق الشهم

الأمر يظهر بشكل عادي قد يحدث مع أي شخص، ولكن مع ثائر الأمر كان مختلفاً حيث قال إن في أي بلد في العالم لن يستطيع أحد التضحية بوقته وجهده لمساعدة شخص لا يعرفه وليس من بلده وفي وقت متأخر بهذا الشكل، وأضاف: "بدون عِدة بمجرد مفك عادي ومفتاح مكسور وجدته يفك الطلمبة القديمة بعد خلع الكرسي وأنا كانت مهمتي فقط أمسك الكشاف لأن كانت الدنيا ضلمة".

وبصبر شديد وإتقان ولمدة ساعة ونصف استطاع السائق المصري تركيب الطلمبة الجديدة كأنها استبدال التوكيل نفسه. ضمير يقظ وأسلوب مهذب من السائق الشهم الذي رفض أخذ حساب التصليح خاصة بعدما علم أنه غير مصري، بعد الحاح قبل السائق أخد اتعاب رمزية مع التأكيد على ثائر بأنه يمكنه تصليح القديمة بأقل مما كان يتوقع، وتابع: "قال لي القديمة ممكن تتصلح ب450 وخد رقمي لو ما معكش فلوس وحولي لما ربنا يفك ضيقتك وأنا مسامح"

ثائر الشريف

وأضاف أن هناك صفات تجمعنا كعرب خاصة المصريين تظهر طوال الوقت خاصة في الشدائد والصعاب، حب صادق وتعاون صادق حتى فرحتنا جميعاً صادقة، وأردف: "مرضيش ياخد لجيبته جنيه لما عرف إني مش مصري اسمي ثائر هو اللي كشفني رغم اتقاني اللهجة وطبقتها الصوتية وبعد إلحاح شديد رضي ياخد 600 جنيه ومشي بالسيارة ورائي لحد ما اطمئن أن أموري في السليم" واختتم حديثه معرباً عن حبة للمصريين ومدى كرمهم واهتمامهم باخوانهم العرب مهما كانت الظروف، خاصة الجدعنة التي تظهر وقت الشدة بتلقائية وحب كبير.

سائق التاكسي