"آبائنا وأمهاتنا ربونا على كده".. بهذه الكلمات بدأ الشاب النوبى أحمد سيد حسن، الذى يبلغ من العمر 37 سنة، فى الحديث عن أمانته والموقف الذى تعرض له، ورفضه الانصياع وراء وساوس الشيطان بأن يتصرف فى المبلغ المالى وقدره 50 ألف جنيه، والذى وصل إلى حسابه البنكى عن طريق الخطأ، ولكن قرر رد المبلغ إلى صاحبه مرة أخرى.
بدأ الشاب النوبى فى الحديث لـ"اليوم السابع"، عن القصة قائلًا: أعيش أنا وزوجتى وأطفالى الصغار فى محافظة أسوان، وبينما كنتُ ألهو مع أطفالى الصغار "سيد" 3 سنوات و"سُديم" حديث الولادة، داخل المنزل، فوجئت باتصال تليفونى من شخص غريب يتحدث معى ويطلب منى بلهفة وشفقة رد المبلغ المالى وهو عبارة عن 50 ألف جنيهًا إلى حسابه مرة أخرى، بعد عملية تحويل أموال خاطئة تسببت فى وصول هذا المبلغ إلى حسابه، وأكد لى أن هذا المبلغ كان سيسدد به فاتورة عملية جراحية لزوجته.
وتابع أحمد سيد، أن من المفارقات العجيبة، أن هذا الحساب البنكى لم يمر على فتحه سوى 5 أيام فقط، كما أنه لم يتلق أى رسالة نصية على هاتفه تفيد بتحويل المبلغ، ومع ذلك فإنه أجاب صاحب المبلغ ووعده برد المال إليه، بعد التأكد من إجراءات تحويل الأموال وأنه أيضًا صاحب المبلغ الحقيقى، وليست عملية نصب أو احتيال كما هو منتشر حاليًا، وعلق قائلًا: "طمأنته وقلت له أهلنا فى النوبة ربونا على الأمانة وطالما المبلغ مش من حقى سأقوم برده إليك لا تقلق".
وأوضح الشاب، بأنه لم يفكر على الإطلاق التصرف فى المبلغ، رغم أنه مبلغ مادى كبير بالنسبة لظروفه المعيشة وعمله البسيط "كهربائى" يعتمد على اليومية لإطعام زوجته وأولاده الصغار، ولكنه فضل الحلال على التصرف فى مال ليس من حقه، وعلق قائلًا: من المستحيل أطعم أولادى من المال الحرام الذى ليس من حقى، ورفضت الانصياع وراء وساوس الشيطان أو سماع بعض كلمات المزاح من أصدقائى قائلين لى "أنت أولى بهذه الفلوس وأنت وعيالك محتاجين والظروف صعبة حاليًا".
وأكمل الشاب النوبى، قصته: ذهبت فى اليوم التالى إلى البنك للاستفسار عن الرصيد الموجود، خاصة أن الحساب حديث ولم أكن وضعت به مال ولكن اضطرت لفتحه للحصول على قرض، وبعد مناقشة مع مسئول البنك وتأكد تحويل مبلغ 50 ألف جنيهً إلى حسابى، وأبلغت المسئول فى البنك أن هذا المبلغ وصلنى بالخطأ وأريد استرجاعه ورده إلى صاحبه مرة أخرى.
وأشار إلى أنه بعد إنهاء إجراءات استرجاع المبلغ مرة أخرى إلى صاحبه، أجرى اتصال تليفونى به وأبلغه بما تم، وهو ما قابله صاحب المبلغ بفرحه وسعادة نابعة من قلبه وظهرت من صوته خلال المكالمة، مضيفًا أن صاحب المبلغ وجه إليه الشكر وأبلغه أنه يريد أن يسافر إليه حتى يشكره بنفسه، مؤكدًا أنه حاول أن يكافئه على أمانته وحسن تصرفه إلى أنه رفض المكافأة واكتفى بكلمات الشكر من صاحب المبلغ.
وعلق الشاب قائلًا: "رفضت المكافأة واكتفيت بكلمات الشكر من صاحب المال، ورفضت الإفصاح عن عنوان إقامتى له، حتى لا يكلف نفسه ويسافر إلى أسوان، وذلك لأنه قد يكون فى أمس الحاجة إلى هذا المبلغ، خاصة أنه أبلغه بأن هذا المال نظير عملية جراحية لزوجته، متمنيًا لها الشفاء".
الشاب الأمين أحمد سيد
الشاب النوبى
إيصال التحويل الخاطئ
إيصال رد المبلغ
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة