إن الأفكار المفيدة مثمرة مثل شجرة طيبة تمدنا بالخير والثمر الطيب، ومثل زهرة فواحة بالشذى لا نشم منها سوى العطر، ومن الأفكار الطيبة تأتى المبادرات والحملات التى تدعونا للحفاظ على هويتنا، وتحافظ على تراثنا، وها هى مؤسسة اليوم السابع تطلق حملة جديدة بعنوان "لن يضيع" لحماية تراث رموز مصر فى كل المجالات الثقافية والفنية والعلمية والاجتماعية والقانونية والرياضية وغير ذلك.
جاءت هذه الحملة تلبية للغيرة الكبيرة التى أبداها المصريون على تراثهم، بعدما أثار الكاتب وائل السمرى، رئيس التحرير التنفيذى فى اليوم السابع، الأمر بموضوعه المهم عن "إنقاذ تراث سمير صبرى من باعة الروبابيكيا" وهو ما كان له رد فعل كبير في كل وسائل الإعلام، بل وفى الشارع المصري إجمالا.
المهم أن مبادرة "لن يضيع" الغرض منها جمع التراث المصري المتعلق بالشخصيات المؤثرة، وعرضه في مكان لائق، ثم رقمنته، والاستفادة منه، في قراءة تاريخ مصر ومستقبلها، ومن قبل ذلك وبعده إشعار الشخصيات المهمة والمؤثرة بأنها خالدة، وأن تراثها لن ينتهى عند بائع روبابكيا أو خارج مصر، أو تأكلته الفئران وتفسده مياه الصرف الصحي.
ومن المهم القول إن هذه الحملة ستنجح عندما تتسع المعرفة بها، وعندما يشارك فيها الأفراد قبل المؤسسات، لأن الفرد هو الأساس، وهو الذي يملك التراث، وهو الذي يفكر في مصيره، وهو الذي سيهتم ويذهب لزيارة تلك المقتينات عند عرضها في المتاحف، بالتالى فإن إدراكنا على المستوى الفردي لأهمية حملة "لن يضيع" هو الخطوة الأهم.
فريق آخر مهم جدا في نجاح هذه الحملة، هذا الفريق هو أهل الشخصيات المؤثرة الذين يملكون تراث آبائهم وأهاليهم، فعليهم أن يدعموا هذه الحملة بالمشاركة فيها، والمطلوب منهم أن يفكروا في مستقبل ما يملكونه من تراث، وما الذي سيحل به إن ظل عندهم دون جهة تحميه أو دون مؤسسة تعرضه بالشكل اللائق للجمهور، وأعتقد أن الكثير من أهالى الفنانين والمثقفين والعلماء سيرحبون جدا بأن تقوم وزارة الثقافة بحماية تراث ذويهم بصورة لائقة.
نعم، إن المجتمعات الحضارية على مدى البلدان والأزمان مشغولة دائما بحماية تراث صناعها في كل المجالات، والذي يساعد على هذه الحماية هي الحملات الكبرى التي تنطلق ثم تحقق بعد ذلك أهدافها، ومن هذا المنطلق أطلق اليوم السابع حملته "لن يضيع" ساعيا بكل ما يملك إلى إنجاحها، ومتوقعا أن تأتي ثمارها قريبا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة