اعتقادى أن اختيار المسئول للمنصب خاصة في قطاع الصحة تحدى كبير، لأن الأمر ليست بالسيرة الذاتية أو بدرجات الترقى بقدر القدرة والمهارة والخبرة والوطنية والتربية والحالة النفسية والمزاجية، فلو تم التقييم وأخذ القرار بناءً على الشهادة والخبرة دون وضع ما ذكرناه في الاعتبار قد تكون النتائج كارثية وتكون المصلحة العامة في خبر كان؛ لأنه ببساطة فور الوصول لكرسى المسئولية تتغير عليه مفاهيم كثيرة، فغرور المنصب قد يدمر صاحبه وتواضع المسئول وحنكته قد تجعله قائدًا استثنائيًا.
ومن واقع عملنا الصحفى، نتواصل يوميا مع مسئولين خاصة في قطاع الصحة نعرض عليهم مشكلات مرضى أو نسلط الضوء على ملاحظات أو نكشف واقعا قد يحجب عنهم وفقا لمقتضيات المنصب أو نستفسر منهم عن أعمال أو إنجازات، فنجد من له أذن صماء، ومن يتمتع برحابة صدر، ومن يتحفظ عن الكلام، ومن يعتقد أن الحديث مع الصحافة فخ، ونجد من يوبخ من يلجأ إلينا، ونجد من يكابر رغم علمه الحقيقة.
وإذا كانت الصحة تاج على رؤس الأصحاء لا يراها إلا المرضى، ففي المرض يكمن ضعف الإنسان وقلة الحيلة والعجز، لذلك فإن المسئول عن الصحة قيمته أعظم وأجلّ، وإذا كان دورنا رصد ما هو سلبى فدورنا الأهم والمحبب تسليط الضوء على كل ما هو إيجابى فكما ذكرنا أننا في تواصل يومى مع مسئولين عدة ووجدنا منهم المتكبر والمتحفظ، هناك أيضا نماذج مشرفة حقا، نذكر بعضا منها تمثيلا لبث الأمل والتفاؤل وتأصيلا للوعى الإيجابى.
لذا.. أقول لكل مسئول، "إذ لم تحترم المسئولية فالكرسى لن يحترمك، فالقصة ليست عنجهية أو فهلوة، فكم من مسئولين هبطوا علينا لكنهم ذهبوا سريعا وهم الحاملين للشهادات وأصحاب الأرصيدة الكبيرة من سجل الخبرات والعلاقات، وكم من مسئولين سقطوا في فخ غرور المنصب ومغرياته ونسوا أن القائد الاستثنائي هو من يصنع المواقف والأحداث ويحوّل المشكلات إلى إنجازات، وأن السقوط أسرع من الصعود، وهناك من مسئولين حفروا في الأذهان أسماءهم بحروف من نور، وقدموا سيرة ومسيرة لن تُنسى على مر الزمان..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة