الصورة بتتكلم مصرى.. مبنى هيئة قناة السويس شاهد على العصر

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2022 05:00 م
الصورة بتتكلم مصرى.. مبنى هيئة قناة السويس شاهد على العصر مبنى هيئة قناة السويس
كتب محمد غنيم تصوير ماهر اسكندر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"الصورة تساوي ألف كلمة" هذا كان عنوان مقال منشور في جريدة فلاندررالأمريكية، عام 1911، يوضح مدى أهمية الصورة وما تتضمنه من معلومات سواء تاريخية أو اقتصادية، هكذا كانت الوهلة الأولى عند النظر باندهاش إلى صورة ترميم مبنى هيئة قناة السويس الذى التقطتها عدسة الزميل ماهر إسكندر على ضفاف القناة بالمدينة الباسلة بمحافظة بورسعيد.

يعتبر مبنى هيئة قناة السويس ذات القباب الثلاثة الخضراء بمحافظة بورسعيد هو مبنى متابعة حركة السفن المارة في قناة السويس، فيما يعد المبنى من أهم الآثار المصرية،أو كما قال المؤرخون  كونه شاهدا على تاريخ مصر، تحكى جدرانه حكايات الحرب والسلام، بداية من الحروب العالمية وجلاء الإنجليز وتأميم القناة، مرورا بالترميم وتوجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي فى التطوير باستغلال المبنى التاريخى للقناة اقتصاديا

يعتبر المبني أول بناء يشيده الخديو إسماعيل على شاطئ القناة ببورسعيد إلى تم بنائه بشكل كامل فى عهد الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1895م، فكان للخديو إسماعيل رية ثاقبة فى اختيار موقع المنى المميز على ضفة القناة فيما أسندت أعماله الإنشائية إن ذاك إلى شركة "إدموند كونييه" الفرنسية للمقاولات، ويرجع السبب الرئيسى لإنشاء المبنى ليكون بمثابة محطة وصول و استقبال كبار الشخصيات وسفراء وملوك الدول القادمين لمصر من البحر عبر قناة السويس كضيوف للخديو من ملوك ورؤساء دول العالم الذين يزورون مصر في عهده.
 
مبنى هيئة قناة السويس
مبنى هيئة قناة السويس
 
يعد المبنى تحفة معمارية مصممة بشكل فريد لمنى قصر على الطراز الإسلامي، من خلال القباب الثلاث الخضراء التي تعلو المبنى والزخارف الداخلية للأسقف والحوائط والشبابيك
 
كان الإسم الأول للمبني "الإرشاد"  لوظيفته فى مراقبة حركة السفن في قناة السويس فيما تم استبداله بهذه التحفة المعمارية وأطلق عليه مبنى هيئة قناة السويس كأحد العلامات المميزة بمدينة بورسعيد، وقد شهد هذا المبنى رفع العلم المصري من جانب الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بعد جلاء القوات البريطانية عن مصر عام 1956.
 
جسد المبنى حالة من الصمود فى كافة الحروب التى مرت على مصر مروروا ببورسعيد فقد صمد لطيران المحور فى الحرب العالمية الثانية، والطيران الفرنسى والانجليزى فى حرب 56 كما أفلت من القصف الجوى لطيران الكيان الصهيونى فى حرب 1967 وكانت شاهدا على خروج آخر جندى محتل من المدينة يوم 23 ديسمبر 56، وإغلاق القناة فى حرب 67 وعلى إعادة افتتاح القناة فى 5 يونيه 1975.
 
قامت بريطانيا بشراء المبنى في الحرب العالمية الأولى،  ليكون مقرا لقيادة الجيش البريطاني في منطقة الشرق الأوسط، ولكنها تركته وقامت بالجلاء عنه وعن مصر بأكملها في 18 من يونيو عام 1956، وكان آخر قاعدة لهم في منطقة القناة ومصر
 
 شهد المبنى استقبال الرئيس محمد انور السادات فى عام 1975 عقب انتصار أكتوبر على العدو الإسرائيلي لإعادة افتتاح قناة السويس للملاحة العالمية، واستقبل المبنى اليخت الملكى المحروسة عدة مرات كان أهمها الاستقبال الأول عندما استقله خديو مصر وضيوفه لافتتاح قناة السويس للملاحة العالمية،
 
 واستقله الرئيس جمال عبد الناصر خلال زيارته لبورسعيد وزاره الرئيس السادات خلال افتتاح قناة السويس للملاحة عام 1975 عقب نصر أكتوبروكانت اخر زيارة للمحروسة لمبنى ارشاد بورسعيد عندما كانت فى طريقها عابرة من البوابة الشمالية للقناة فى طريقها الى الاسماعلية انتظار ليستقلها الرئيس عبد الفتاح السيسى وضيوفه لافتتاح قناة السويس الجديدة فى عام 2015.
 
ساد الارتياح والتفاؤل القطاعات الاقتصادية والسياحية والملاحية والأثرية عقب إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى تحويل مبنى هيئة قناة السويس ببورسعيد "القبة" إلى ميناء لليخوت وممشى سياحى عالمى استغلالا لموقعه الفريد بالمدخل الشمالى للمجرى الملاحى للقناة وعلى رأس الميناء الغربى للمدينة والنطاق السكنى والسياحى للواجهة الشرقية لبورسعيد المطلة على القناة، فيما اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم مع الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الاجتماع تناول "متابعة نشاط هيئة قناة السويس".

واطلع الرئيس فى هذا الإطار على معدلات حركة الملاحة بقناة السويس، حيث أكد الفريق أسامة ربيع أن قناة السويس الجديدة التى تم افتتاحها عام 2015 أدت إلى مضاعفة إيرادات القناة السنوية لتتجاوز 7 مليارات دولار سنويًا، وكذلك عدد السفن العابرة لحوالى 70 سفينة يوميًا، وهو ما ساهم فى جهود دعم الاقتصاد الوطنى، وتوفير العملة الاجنبية. 

كما ساهمت قناة السويس الجديدة فى تخفيض انبعاثات الكربون من السفن العابرة بإجمالى 53 مليون طن نظرًا لزيادة القدرة الاستيعابية للقناة وتقليص زمن رحلة عبور السفن، وهو ما يدعم جهود القناة لتصبح قناةً خضراء بحلول عام 2030.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة