خدمة وشوشة: "أهلى مرعوبين من شبح العنوسة وحولوا حياتى لجحيم"

الجمعة، 25 نوفمبر 2022 09:00 م
خدمة وشوشة: "أهلى مرعوبين من شبح العنوسة وحولوا حياتى لجحيم" وشوشة
سارة درويش ـ رسوم أحمد خلف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بيأس يتناقض مع سنواتها الثلاثين أرسلت تقول "تعبت من حياتى لدرجة التفكير فى إنهائها، أهلى لا يفهموننى على الإطلاق ولا يشعرون بى، ولا يفكرون فى شىء إلا فى تزويجى. 
 
مشكلتى أن كل من يتقدم لخطبتى غير مناسبين لى لا فى المستوى التعليمى ولا الثقافى ولا المعيشى، حتى أن بعضهم لا يعمل، والأهم من كل ذلك أننى لم أشعر بالراحة لأى منهم، وكل مرة يمارسون على ضغوطا رهيبة لأوافق وكل مرة يتحول الأمر إلى مشاجرة. يحزنني أنني أشعر أنهم يريدون الخلاص مني وفقط، أهم شيء أن أتزوج ولا يهمهم إذا كنت سأرتاح أو أشعر بالسعادة أم لا. بعض المقربين منا تدخلوا وتكلموا معهم وأقنعوهم أن من يتقدمون للخطبة غير مناسبين لكنهم رغم ذلك كل مرة يكرروا نفس السيناريو. 
 
هذه المشكلة أصبحت تزعجني جدًا لدرجة أني فكرت في الانتحار بسبب أنني شعرت أن كل الأبواب مغلقة في وجهي، لولا أنني قريبة من ربي وأصلي وهذا ما ينجيني كل مرة، لكنني تعبت جدًا وحزينة لأن أهلي الذين يفترض أن يكونوا أكثر من يحسون بي ويهمهم راحتي وسعادتي هم سبب تعاستي وتعبي.
 
***
 
القارئة العزيزة، من المحزن أن تشعري أن أهلك لا يريدون لكِ السعادة أو الراحة، ولكن ربما يخفف من شعورك بالانزعاج أن تتفهمي أنهم يحبونك بلا شك، ويحبون لكِ السعادة والراحة ولكن المشكلة فقط هو الاختلاف في وجهات النظر حول الطريق إلى تحقيق هذه السعادة والراحة. الأمر يشبه تمامًا أن يكون هناك خللاً في الترجمة، فهم يترجمون السعادة إلى الزواج والاستقرار في سن مناسبة من وجهة نظرهم، وأنتِ تترجمينها إلى الارتباط بشخصٍ تتوافقين معه بشكل مثالي وتشعرين بالراحة تجاهه، وهو حقك تمامًا، فأنتِ وحدك من يحدد ما يجعلك تشعرين بالسعادة وأنتِ أيضًا من سيتحمل تبعات القرار الذي تتخذينه. 
 
نتفهم حجم الضغط الذي تتعرضين له في كل مرة، فهو ناتج عن شعورهم أيضًا بالضغط من المجتمع سواء بتعليقات المحيطين وأسئلتهم أو حتى بالمفاهيم المغلوطة عن أن مستقبل الفتاة الوحيد في زواجها فضلاً عن المفاهيم المغلوطة حول الإنجاب وتأخر سن الزواج، ربما لن يمكنك تغيير أفكارهم ولكن بإمكانك أن تصلي لحل وسط وتقللي من حدة الخلاف في كل مرة يتقدم لخطبتك شخص لا توافقين عليه، فإذا شعروا أنك تمنحين الأمر فرصة في البداية ولا ترفضين من المبدأ سيقلل هذا من وطأة الرفض عليهم فيما بعض. 
 
وأضافت الدكتورة ريهام عبدالرحمن الباحثة في الإرشاد النفسي والتربوي بجامعة القاهرة: إن العلاقة الزوجية السليمة تبنى على القبول والتوافق النفسي والفكري بين الطرفين، وبالتالي فأسرتك لها دور كبير في توجيهك ومشاركتك بالاختيار وليس ممارسة الفرض والتهديد النفسي لك. ولكن وحتى أكون صادقة معك فبعض الممارسات السلبية من قبل أسرتك قد يكون الدافع ورائها مصلحتك، فبعض الأسر تخاف ألا تلحق فتياتها بقطار الزواج والذي يكون بمثابة نجاة لها من الوحدة والاغتراب النفسي داخل المجتمع، وذلك من وجهة نظرهم المحدودة أحيانا، فالزواج شراكة بين طرفين لا تقوم إلا بالرضى والقبول والاقتناع بالطرف الآخر.
 
ذكرتِ في رسالتك عدم تناسب المتقدمين لكِ في المستوى الثقافي والتعليمي، وبالتالي أنصحك بالتروي في الحكم على الطرف الآخر، خاصة وأنك ترفضين دون إعطاء نفسك أي فرصة في معرفة طباع الطرف الآخر، فالتناسب التعليمي والثقافي من العناصر المهمة في قبول أو الرفض الطرف الآخر ولكن الأهم هو التناسب الفكري والاجتماعي، فهناك من هم أساتذة جامعات وأطباء ولكن يفتقدون لمهارات هامة في التعامل مع الطرف الآخر، كالاحترام والتقدير والاهتمام بمشاعر الطرف الآخر وتبقى المودة والرحمة والاهتمام الصادق عنوانا لصحة العلاقة بين الطرفين. فاعطي لنفسك المساحة التعرف على الطرف الآخر ولك مطلق الحرية في الاختيار. وبالنسبة لتفكيرك بالانتحار فمهما كانت ضغوط أسرتك، أنصحك  بالتخلي عن هذه الأفكار السلبية، ما دمت مقتنعه باختياراتك فقط تحلي بالصبر والمرونة واللجوء لله عز وجل أن يرزقك الزوج الصالح والحياة السعيدة المستقرة.
خدمة وشوشة
خدمة وشوشة

 

فى إطار حرص "اليوم السابع" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "اليوم السابع" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.

يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس آب 01284142493 أو البريد الإلكترونى Washwasha@youm7.com أو الرابط المباشر.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة