مع بدء فعاليات الدورة الـ27 لمؤتمر الدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27)، التى تستضيفها مصر، بمدينة شرم الشيخ، فى الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر الحالى، وتوافد قادة العالم لبحث خطورة الأزمة المناخية التى تهدد العالم والسعى لاتخاذ إجراءات عملية لخفض حرارة الكوكب، تطل قضية المخلفات والنفايات كأحد أكثر مظاهر هذه الخطورة، حيث دعت المشكلات المناخية والبيئية كثيرًا من البلدان لإعادة تدوير المخلفات والنفايات والعمل على تقليصها حماية للبيئة وبحثًا عن الجمال.
وفي إطار مشاركة العديد من مؤسسات الدولة بفعاليات قمة المناخ، تأتي مشاركة الهيئة العامة لقصور الثقافة ضمن برنامج متنوع لوزارة الثقافة برئاسة د. نيفين الكيلاني، والتي من بين فعالياتها إهداء أحد عشر تمثالا نتاج سمبوزيوم الحديد بمحافظتي مطروح وبورسعيد، أنتجتهما إدارة الفنون التشكيلية بالهيئة، لتزيين الحديقة المركزية بحي النور بمدينة شرم الشيخ.
بعض التماثيل نتاج الملتقى الأول لحديد الخردة الذي عقد بمدينة مرسى مطروح، في نوفمبر 2019، حيث اختيرت المدينة لإقامة الملتقى بها لارتباط فن نحت حديد الخردة بمخلفات الحرب العالمية الثانية، ووجود كم هائل من مخلفات الأسلحة مما دفع الفنانين لإعادة استخدام هذه المخلفات المعدنية لإنتاج أعمال فنية.
وفي أكتوبر 2021 عقد الملتقى الثاني بمدينة بورسعيد ضمن فعاليات اختيارها عاصمة للثقافة المصرية، بعنوان "الإنسانية" حيث ترتبط بورسعيد أيضا بهذا النوع من الفن لتأثرها تاريخيا بكثير من الحروب وجاء السمبوزيوم للتأكيد على قدرة وبسالة هذه المدينة.
وفي السطور التالية نقدم لمحات موجزة عن التماثيل الفنية نتاج ملتقى نحت حديد الخردة بمطروح وبورسعيد والمهداة للحديقة المركزية بشرم الشيخ على هامش قمة المناخ:
1- "قطر الندى" قطعة نحتية للفنان "عمر طوسون"، استعان خلالها بقطع من حديد الخردة، مشكلا به فتاة في وضع رومانسي ممسكة بوردة باللون الأحمر، حيث تحولت الخردة على يديه إلى قطعة فنية فريدة.
2- "سمكة الخرونشف" للفنان "كمال السماك" نجح الفنان في تشكيل القطعة واللعب بالحركة في تكوين السمكة مما أعطى للعمل قيمة فنية وجمالية مختلفة.
3- قام الفنان "عمار شيحة" بتشكيل قطعته الفنية من حديد الخردة تحت عنوان "سمكة بلطي"، عبر فيها عن روح وجمال وسحر البيئات الساحلية والبحرية التي تحتوي على جماليات شديدة الخصوصية وهنا قام الفنان بتجسيد للسمكة البلطي والمتعارف على شكلها عند الشعب المصري.
4- حلّق الفنان "علي مصطفى" بعمله الفني المشكل من حديد الخردة والذي قام بتشكيله تحت عنوان "تكوينات هندسية" باسم الحرية، وقد استخدم الفنان أشكالا هندسية مختلفة وقام بالربط بينهم ليصنع شكلا واحدا من تكوينات هندسية مختلفة يعبر عن الموضوع الذي يقصده وهو الحرية.
5- بينما قام الفنان "حسام حسين" بتشكيل عمل فني بعنوان "عازفة الهارب" مستوحيا فكرته من الفن المصري القديم وعشقه للموسيقى الكلاسيكية وآلة الهارب التي جاءت في الرسوم الجدارية في العديد من الجداريات المصرية القديمة.
6- "أبو العربي" وهو عنوان عمل آخر للفنان "عمار شيحة" عبر فيه عن المواطن البورسعيدي ممسكًا بآلة السمسمية وهو صاحب الروح الوطنية والمواقف البطولة والرجولة والجدعنة.
7- تمثال للمواطن البورسعيدي بوقفة عسكرية للفنان "محمود صالح" وعمله الفني الذي يصور جنديا يدافع عن أرضه وبلده أثناء المقاومة في الحروب.
8- رمز الفنان "طه نصر" في عمله النحتي إلى مدينة بورسعيد تقف على رجليها بطريقة ثابتة على الأرض وتحمل مسئولية الحياة بمنتهى الشموخ.
9- أما الفنان "هانى السيد" فتدور فكرة عمله حول أحد الطيور الموجودة في بورسعيد تحديداً وهي البومة وهي رمز الحكمة عند الإغريق والحضارة الرومانية ويؤكد في عمله تاريخ مدينة بورسعيد وتأثيرها.
10- الفنان "أسعد سعيد فرحات" استخدم في عمله الفني شراع المركب بحلول تشكيلية معاصرة وتكرار للشراع وساري المركب المعروفة بها مدينة بورسعيد لارتباطها بالبحر والموانئ والملاحة واستخدم الأسلاك المعدنية وخامة الإستانلس وتشكيله واختار عنصر الدائرة ليجمع كل هذا في إطارها.
11- استمد الفنان "حسام حسين" من قصة إيزيس وأوزوريس الأسطورية وقد شكل عمله واستمده من الفن المصري القديم على شكل فتاة تحمل في إحدى يديها مفتاح الحياة كرمز للحياة المصرية واليد الأخرى تحمل وردة، وفكرة عمله تدور حول أن بورسعيد كوردة جميلة تظهر على خريطة مصر.
هذا وتتنوع مشاركة الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الفنان هشام عطوة في الفعاليات المقامة على هامش قمة المناخ، حيث تقدم الهيئة عروضًا يومية لفرق الفنون الشعبية بالممشى السياحي بخليج نعمة، لإظهار الجانب الثقافي والتراثي والفني لضيوف مصر وهو ما يشهد تفاعلا كبيرا من السائحين وضيوف المؤتمر، حيث تتضمن العروض فقرات فنية لثماني فرق فنون شعبية تابعة للإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، تقدم تراث عدد من المحافظات المصرية وهي فرق: الحرية والشرقية وأسوان وبورسعيد والعريش والإسماعيلية وسوهاج وفرقة التنورة للفنون التراثية، كما تقدم الفرق عروضها الفنية والتراثية على مسارح: جرين زون، مسرح السلام، الممشى السياحي الجديد، مسرح الأيقونة، مسرح السوق القديم.
وبخلاف الأعمال الفنية المشار إليها لإدارة الفنون التشكيلية برئاسة الفنانة فيفيان البتانوني، تشارك الهيئة كذلك بمعرض حرف تراثية في خيمة معروضات الحرف التراثية بخليج نعمة، من تنفيذ الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة الفنانة د. حنان موسى، يضم منتجات الورش الفنية في مجالات الديكوباج والحلي والنحت على الصدف، التى تمت خلال مبادرة حياة كريمة وملتقيات شباب أهل مصر من أبناء المناطق الحدودية، ويقام بإشراف أحمد يسري مدير عام ثقافة الشباب والعمال.
يذكر أن وزارة الثقافة تنظم عددًا من الفعاليات الفنية والثقافية والتراثية، خلال مؤتمر قمة المناخ، تشمل أجنحة للحرف التراثية والتقليدية، تضم مختلف منتجات الحرف التراثية من محافظات مصر، إضافة إلى ورش حية للصناعات الثقافية، كما تتضمن الفعاليات ندوة لمناقشة منهجية رواد العمارة الموائمة لدى المعماريين الكبيرين، حسن فتحي، رمسيس ويصا، في التعامل مع المُناخ، وعرضًا لأعمال (مشروعات ومباني)، لمعماريين مصريين معاصرين، تحتوي على حلول مبتكرة لمواجهة تغير المُناخ، كما يقام عدد من الحفلات الفنية، للفنان عامر التوني، وفرقة المولوية، والفنانة نسمة عبد العزيز، وفرقتها، وأخرى لنجوم الطرب بدار الأوبرا المصرية، وفرق الهيئة العامة لقصور الثقافة، إلى جانب ديفيله للأزياء التراثية المصرية، خلال فترة انعقاد المؤتمر، لتعريف ضيوف مصر بالتراث والحضارة المصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة