نشتكى دائما أن الغرب لا يعرفنا، فلا يعرف أدبنا ولا ثقافتنا، ولا يعرف ظروفنا وحياتنا الاجتماعية، ونرجع ذلك لأسباب كثيرة منها "غياب الترجمة"، وهذه حقيقة، فأدبنا لا يعرف الترجمة إلى لغات العالم الأخرى إلا على استحياء وبمجهود شخصى من المبدع نفسه، لذا نفرح ونسعد إذا ما وجدنا بادرة أمل تغير كل ذلك.
وتمثل الأمل فى مشروع "الترجمة العكسية" الذى قام به المركز القومى للترجمة برئاسة الدكتورة كرمة سامى، وبالفعل نجح المركز فى إصدار ترجمة كل من رواية "الطوق والأسورة " تأليف يحيى الطاهر عبد الله وقصة "خيال الحقل" تأليف عبد التواب يوسف إلى الروسية.
ليس هذا فقط، فالهيئة المصرية العامة للكتاب، أيضا تملك مشروعا فى هذا الشأن، وبالفعل قدمت من قبل كتاب "فى الشعر الجاهلى" لطه حسين، رواية "الحرام" ليوسف إدريس إلى اللغة الإيطالية.
هذه المشاريع يمكن لها أن تنجح وتغير الخريطة الثقافية في مصر، وتعيد صياغة العلاقة بينا وبين الخارج، ويمكن أن تتوقف ولا يحدث شيء جديد، وبعد سنوات سنتذكر أننا بدأنا في مشروع مهم لم يكتمل، والفيصل فى هذا الأمر راجع إلى الدعم الذى سيتلقاه المشروع من رؤساء القطاعات ومن الموظفين ومن وزارة الثقافة.
نعم، يمكن لوزارة الثقافة أن ترى فى "الترجمة العكسية" مشروعها المختلف الذى سيضع الثقافة المصرية فى منطقة دولية، وبالفعل لو حدث ذلك مشتملا خطة تسويقية، فإن الأمر سينجح بصورة كبيرة.
وعليه، أتمنى من المركز القومى للترجمة والهيئة المصرية العامة للكتاب أن يمنحا المشروع أولوية، وأن يبذلا مجهودا مضاعفا لمواجهة الصعاب التى يواجهها، وأن يعقدا المزيد من الشراكة مع المراكز الثقافية الأجنية، ويمكن لقطاع الثقافة الخارجية أن يساعد في ذلك، ويمكن للسفارات المصرية أن تلعب دورا في هذا أيضـ.
وأتمنى من الدكتورة نيفين الكيلانى، وزيرة الثقافة، أن تمنح دعما كبيرا لهذا المشروع الفارق، لأنه سيكون إضافة كبرى تحسب لوزارة الثقافة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة