ماذا ينتظر العالم بسبب تغير المناخ؟.. نقص زيت الزيتون فى إسبانيا يفاقم الأزمة الاقتصادية.. الجفاف يخفض إنتاج البن فى كولومبيا والبرازيل.. ويهدد نصف مساحة زراعة القمح بالأرجنتين.. ونفوق الماشية فى كاليفورنيا

الأحد، 09 أكتوبر 2022 05:00 ص
ماذا ينتظر العالم بسبب تغير المناخ؟.. نقص زيت الزيتون فى إسبانيا يفاقم الأزمة الاقتصادية.. الجفاف يخفض إنتاج البن فى كولومبيا والبرازيل.. ويهدد نصف مساحة زراعة القمح بالأرجنتين.. ونفوق الماشية فى كاليفورنيا الجفاف
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يستمر تغير المناخ فى إحداث حالة من القلق لدى دول العالم، مع تهديد المناطق الزراعية لعدد من المحاصيل أهمها القمح والبن، هذا بالإضافة إلى تسببه فى أسوأ موجات الجفاف منذ عقود والتى أدت إلى وفاة الماشية فى دول أوروبية وأيضا أمريكية.

وأظهرت دراسة جديدة، أن الجفاف الذى امتد إلى 3 قارات فى منتصف العام الجارى، وسيطر على مساحات شاسعة من أوروبا والولايات المتحدة والصين، سيتكرر 20 مرة سنويا بسبب تغير المناخ، حسبما قالت صحيفة "الكونفندنثيال" الإسبانية.

وقالت الدراسة التى أجراها باحثون كولومبيون من World Weather Attribution، وهى مجموعة دولية من العلماء الذين يدرسون العلاقة بين الظروف الجوية القاسية وتغير المناخ، أن هذا النوع من الجفاف كان من المفترض أن يحدث مرة كل 400 عاما، ولكن تغير المناخ هو الذى جعله سيتكرر 20 مرة فى العام الجارى، وذلك بالنظر إلى مقدار ارتفاع درجات الحرارة على الكوكب.

وقد ترك الجفاف أنهارًا رئيسية بدون مياه، ودمر المحاصيل، وأدى إلى حرائق الغابات، وهدد الأنواع المائية، وأدى إلى فرض قيود على استخدام المياه فى أوروبا، كما أصاب أماكن كانت قد تأثرت بالفعل بالجفاف فى الولايات المتحدة، مثل غرب البلاد، ولكن أيضًا فى أماكن يكون الجفاف فيها أكثر غرابة، مثل الشمال الشرق، وشهدت الصين أيضًا صيفًا جافًا خلال 60 عامًا، تاركة نهر اليانجتسى الشهير بنصف عرضه المعتاد.

وقال مارتن فان ألست، عالم المناخ بجامعة كولومبيا والمؤلف المشارك للدراسة، أن الكوارث البيئية مثل الجفاف المنتشر والفيضانات الهائلة فى باكستان هى "بصمات تغير المناخ"، مضيفا أن "التداعيات واضحة جدا للناس وتضر بشدة، ليس فقط فى الدول الفقيرة مثل الفيضانات فى باكستان ولكن أيضا فى بعض أغنى الأماكن فى العالم مثل غرب وسط أوروبا."

ففى الولايات المتحدة الأمريكية، تعتبر ولاية كاليفورنيا من أكثر المناطق التى تعرضت للجفاف بسبب تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة الشديدة ونقص الامطار، وفى سانتا كروز التى تقع فى ولاية كاليفورنيا تم العثور على 600 رأس ماشية نافقة بسبب الجفاف، بالإضافة إلى وجود أكثر من 170 الف رأس معرضة للخطر.

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "التيمبو" التشيلية فإن هناك حوالى 174806 رؤوس ماشية معرضة للخطر، وتم إرسال الناقلات وحفر الآبار لمكافحة نقص المياه فى المنطقة، حيث أن هناك 21 بلدية على الأقل فى سانتا كروز متأثرة بارتفاع درجات الحرارة وعدم وجود أمطار.

وليس هذا فقط، بل يؤثر الجفاف أيضا على المحاصيل الزراعية، ففى الارجنتين يؤثر على 51.1٪ من المساحة المزروعة حيث أن لديها حالة مياه شبه جافة، وفى حال استمرار هذا السيناريو فى الأسابيع المقبلة، فمن المتوقع خفض الإنتاج الجديد من 17.5 مليون طن من القمح، حسب تقديرات الكيان.

وأوضحت الصحيفة أنه فى حال استمرار نقص الرطبة فى إعاقة استعادة الساحات المتأخرة فى الزراعة واذا لم تكن هناك نزول امطار خلال السبعة أيام المقبلة، فقد يتدهور الوضع ويؤثر على باقى الحبوب.

وفى الوقت نفسه، يؤدى نقص الرطوبة الكافية فى التربة أيضًا إلى تعقيد تقدم زراعة الذرة، وخاصة فشل دمج مربعات الذرة المخصصة للحبوب التجارية فى اكتساب الزخم.

وفى الوقت الذى تمر فيه الأسابيع الأخيرة من نافذة الزراعة المبكرة فى وسط المنطقة الزراعية، فإن العمل يحافظ على تأخيرات كبيرة على أساس سنوى تحدث بتأخير قدره 7 % مقارنة بالعام السابق. التقدم فى العمل المسجل هو 14 ٪ من توقعات البذر لعام 2022/23 البالغة 7.7 مليون هكتار، وتمثل هذه المساحة، 200 ألف هكتار أقل من تلك المزروعة فى المحصول السابق والذى كان 7.7 مليون هكتار.

اما فى إسبانيا، فتعانى من نقص كبير فى إنتاج زيت الزيتون بنحو الثلث، العام الجارى وذلك بسبب تغير المناخ والجفاف الذى واجه البلاد خلال فصل الصيف، وقال المزارعون أن إسبانيا تواجه "عام أسود" بسبب نقص زيت الزيتون وارتفاع الأسعار.

وأشارت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية، إلى أن إنتاج زيت الزيتون فى مقاطعة الإندلس سيكون 587 الف طن، وهو ما مثل انخفاض 49.1% مقارنة بالعام الماضى، وهو ما سيؤثر سلبا على الحالة الاقتصادية للبلاد.

واطلق المزارعون "الموسم الأسود " لزيت الزيتون، حيث أنه نقص الإنتاج وارتفاع الأسعار ليست المشاكل الوحيدة التى واجهت زيت الزيتون، فقد تم اغلاق العديد من المصانع التى تنتج زيت الثقل من الزيتون، وذلك لاعتماد هذه المصانع على الغاز الذى ارتفع بشكل كبير فى ظل أزمة الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وتعتبر إسبانيا هى أكبر منتج لزيت الزيتون فى العالم، حيث استحوذت على أكثر من خمسى الإمدادات العالمية العام الماضى، وفقًا للمجلس الدولى للزيتون، اليونان وإيطاليا والبرتغال أيضا من كبار المنتجين.

ويدفع المستهلكون بالفعل المزيد مقابل زيت الزيتون، ارتفعت أسعار التجزئة فى جميع أنحاء الاتحاد الأوروبى بنسبة 14٪ هذا العام حتى يوليو. لكن المنتجين والمشترين قالوا أن الأسعار من المتوقع أن ترتفع أكثر فى الأشهر المقبلة.

ويعتمد إنتاج زيت الزيتون على التوقيت بشكل كبير، تبدأ الأشجار فى التبرعم فى شهر مارس قبل أن تفتح الأزهار فى شهر مايو، ينمو الزيتون خلال أشهر الصيف قبل الحصاد فى الخريف.

كما يؤثر تغير المناخ على البن فى أمريكا اللاتينية، ويعانى مخزون الاحتياطى من البن فى البرازيل إلى تسجيل مستوى متدن قياسى، فعلى الرغم من أنها أكبر منتج للبن فى العالم. مما يهدد بارتفاع الأسعار فى ظل التضخم المستمر فى أسعار الغذاء.

وقد انخفضت مخزونات قهوة "أرابيكا" فى مستودعات الموانئ، والتى ترصدها Intercontinental Exchange، إلى أدنى مستوى لها منذ 23 عاما.

أما فى كولومبيا، فقد بلغ إنتاج القهوة الكولومبية فى سبتمبر 834 ألف كيس بوزن 60 كيلوجرامًا (للكيس الواحد)، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 31 % مقارنة بـ1.2 مليون كيس فى نفس الشهر من عام 2021، وفقًا لما ذكره الاتحاد الوطنى لمزارعى البن ( FNC).

 وبحسب بيان صادر عن المجلس الوطنى الاتحادى، فقد انخفض إنتاج الحبوب فى البلاد بين يناير وسبتمبر من هذا العام بنسبة 10%، إلى ما يقرب من 8.2 مليون كيس، من أكثر من 9 ملايين تم إنتاجها فى نفس الفترة فى عام 2021، وفقا لصحيفة "انفوباى" الأرجنتينية.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة