"أنا متزوجة من 23 سنة وأم لأربعة فتيات، مشكلتي مع زوجي، فهو أمام الناس غيور جدًا لدرجة أنه يمكن أن يفتعل مشكلة من أقل تصرف وفي نفس الوقت اكتشفت بعد سنة ونصف من زواجي أن له علاقات متعددة بالإنترنت والتليفون. اكتشفت أكثر من 15 مرة تورطه في علاقات مشبوهة بدأت بالمواقع المشبوهة وتطورت إلى المكالمات ثم إلى مكالمات الفيديو والكاميرا.
طلبت الانفصال ورفض، قاطعته 3 شهور ووعدني أنه تاب وأنه لن يرجع لذلك مرة أخرى ولو حدث هذا سيطلقني ولكن للأسف حدث وضبطت حساب ماسنجر له وعليه سيدات كثيرات وللأسف منهن متزوجات.
صدمت لأني صدقته وانهرت نفسيًا لأنه أيضًا كان يقصر معي، فلو أرسلت له حتى رسالة يتجاهلها بحجة أنه "مالوش في الرومانسية" وأنا رأيت بعيني أشياء كثيرة يحرمني منها ويمنح مشاعره لغيري، ورغم ذلك يرفض تطليقي لأنه "يحبني" كما يزعم.. لا أعرف كيف يحبني وكيف يفعل كل هذا؟
طلبت الانفصال أو العلاج من إدمان هذه العلاقات وقاطعته شهرين وهو مصر أنه توقف عن ذلك لكني لا أصدقه لأن هذا يتطلب علاج معين لفترة معينة كي يتخلص من هذه السلوكيات. نفسيتي دمرت وأشعر بالخذلان. خائفة من تصديقه لأني أعرف أني سأندم لأنه لم يحصل على علاج، وفي الوقت نفسه لا يمكنني أن أواصل الحياة بهذه الطريقة أو أتغافل لأني أحبه وأحتاج اهتمامه وهو طبعًا يقصر معي لأنه عنده بديل. تعبت منه وتعبت من نصحه وهو كل مرة يقول غلطت وندمت وأريد أن أرضيكي ولو الطلاق سيرضيكي أطلقك. أحيانًا أشعر أن الطلاق هو ما سيجعله يشعر أنه ضيع كل شيء ولكني أخاف أن أندم لو انفصلنا ولا أعرف هل هو قرار صائب أم خاطئ.
***
القارئة العزيزة، لا داعي للدهشة بشأن غيرة زوجك الزائدة مقارنة بأخطائه، فهي السبب الحقيقي لهذه الغيرة الزائدة والشك الزائد لأنه هو نفسه متورط في الخيانة ويرتكبها مرارًا وتكرارًا ومن الطبيعي أن يشك ويغير كنتيجة لأفعاله. لقد تسامحتِ معه ومع أخطائه أكثر من اللازم لدرجة أن الأمر أصبح لعبة متكررة: يخطئ وتكتشفي خطأه وتواجهينه وتثوري ويعدك بعدم تكرار الأمر مرة أخرى ثم تنتهي المشكلة.
نتفهم تمامًا أنك فعلتِ ذلك لأنك تحبينه ولأنك تتسامحي معه لأسباب كثيرة من بينها وجود أبناء بينكما وأنك تحبين تعمير البيت لا هدمه، ولكن هل ترينه بيتًا عامرًا بهذه الطريقة؟
من الضروري ليأخذ خطوة جادة نحو الإصلاح أن يشعر أنك جادة بشأن إنهاء زواجكما إذا لم يصلح من شأنه، ليس فقط لأجلك ولكن أيضًا لأجل بناته اللائي سيطاردهن ماضي الأب السيء وسوء سلوكه وقد يفسد حياتهن، فضلاً عن أنه قد يفتضح أمره أمامهن ويفقدن صورة الأب القدوة.
وتقول الدكتورة سمر كشك أخصائية الصحة النفسية وخبيرة العلاقات إنه لكي يشعر بجديتك عليكِ أن تختفي فترة لتأديبه، بحيث لا يمكنه خلالها الوصول إليك نهائيًا، شهر أو اثنين، حسب قدرتك، ليعيش ويعرف جيدًا واقع الحياة من غيرك.
في هذه الفترة امنحي نفسك هدنة من كل المشاكل وفكري بهدوء بعدها تعودي بشروط صارمة جدًا تتضمن أن يغير هاتفه وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وامنحيه فرصة واحدة أخيرة بعد أن يكون عرف تمامًا كيف تصبح حياته من دونك.
خلال هذه الفترة قد يساعدك أن ترتبي أمورك وأوضاعك من جهة العمل والأمور المادية فمن جهة هذا سيشغلك عن التفكير فيه ومن جهة أخرى يمنحك قوة وصرامة في فرض شروطك.
خدمة وشوشة
فى إطار حرص "اليوم السابع" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "اليوم السابع" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.
يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس اب 01284142493 أو البريد الإلكترونى Washwasha@youm7.com أو الرابط المباشر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة