لم تكن سنة 211 هجرية بالسنة العادية التى تتوالى فيها الأحداث السهلة، لكن الأمر كان مختلفا إذ اندلعت فيه فتنة كبرى قال بها الخليفة المأمون وهى فتنة "خلق القرآن"، وما ترتب على ذلك من المواجهات والمصادمات، فما الذى جرى وما الذى يقوله التراث الإسلامي؟
يقول كتاب البداية والنهاية للحافظ بن كثير تحت عنوان "ثم دخلت سنة ثنتى عشرة ومائتين"
فيها: وجه المأمون محمد بن حميد الطوسى على طريق الموصل لمحاربة بابك الخرَّمى فى أرض أذربيجان، فأخذ جماعة من الملتفين عليه فبعث بهم إلى المأمون.
وفى ربيع الأول: أظهر المأمون فى الناس بدعتين فظيعتين إحداهما أطم من الأخرى، وهي: القول بخلق القرآن، والثانية: تفضيل على بن أبى طالب على الناس بعد رسول الله ﷺ.
وقد أخطأ فى كل منهما خطأً كبيرا فاحشا، وأثم إثما عظيما.
وفيها: حج بالناس عبد الله بن عبيد الله بن العباس العباسي.
وفيها توفي: أسد بن موسى، الذى يقال له: أسد السنة، والحسن بن جعفر، وأبو عاصم النبيل، واسمه: الضحاك بن مخلد، وأبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، الشامى الدمشقي، ومحمد بن يونس الفريابي، شيخ البخاري.
ثم دخلت سنة ثلاث عشرة ومائتين
فيها: ثار رجلان: عبد السلام وابن جليس فخلعا المأمون واستحوذا على الديار المصرية، وتابعهما طائفة من القيسية واليمانية، فولى المأمون أخاه أبا إسحاق نيابة الشام، وولى ابنه العباس نيابة الجزيرة والثغور والعواصم، وأطلق لكل منهما ولعبد الله بن طاهر ألف ألف دينار وخمسمائة ألف دينار، فلم ير يوم أكثر إطلاقا منه، أطلق فيه لهؤلاء الأمراء الثلاثة ألف ألف دينار وخمسمائة ألف دينار.
وفيها: ولى السند غسان بن عباد.
وحج بالناس أمير السنة الماضية.
وفيها توفي: عبد الله بن داود الجريني، وعبد الله بن يزيد المقرى المصري، وعبد الله بن موسى العبسي، وعمرو بن أبى سلمة الدمشقي.
وحكى ابن خلكان أن بعضهم قال: وفيها توفي: إبراهيم بن ماهان الموصلى النديم، وأبو العتاهية، وأبو عمرو الشيبانى النحوي، فى يوم واحد ببغداد، ولكنه صحح أن إبراهيم النديم توفى سنة ثمان وثمانين ومائة.
قال السهيلي: وفيها توفي: عبد الملك بن هشام، راوى السيرة عن ابن إسحاق، حكاه ابن خلكان عنه.
والصحيح أنه توفى سنة ثمان عشرة ومائتين، كما نص عليه أبو سعيد بن يونس فى تاريخ مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة