تجتذب الدراما المصرية دائما النجوم العرب ليتألقوا من خلالها، خصوصا ممن يمتلكون موهبة حقيقية، منهم الممثل العراقي باسم قهار الذي تألق مؤخرا في دور والد نجيب الريحاني بمسلسل "الضاحك الباكي"، وكان الجمهور قد عرفه من قبل من خلال دوره مع عادل إمام بمسلسل "فرقة ناجي عطا لله" الصادر عام 2012.
وحول مشاركته في مسلسل "الضاحك الباكي" وتفاصيل الشخصية وردود الأفعال، وأيضا عن مشاريعه الفنية المستقبلية تحدث باسم قهار لـ"اليوم السابع" في الحوار التالي:
ما ردود الأفعال التي وصلتك عن دور إلياس، والد نجيب الريحاني؟
اتسمت كل الردود بالترحاب وكانت إيجابية جدا، وهذا أسعدني، كون الدور ليس كبيرا لكني وجدته مؤثرا، ويمكن أن يحظى بمساحة في استقبال المشاهد؛ لأنه متعدد التعبير بين التراجيديا العالية وخفة الدم والرومانسية التي يظهرها مع زوجته وايضا القسوة والعاطفة التي يتعامل معها مع ابنه نجيب .. هذه التعددية هي التي اعطتني حافز الأداء الذي أشاد به الكثيرون.
كيف درست تفاصيل الشخصية خصوصا أنه لا يُعرف عنها الكثير؟
المتاح عن الشخصية قليل جدا لكني استعنت بالخيال وبما إضافه المخرج، وبالنسبة لي هذا أفضل لأنه يحررني من الشبه أو تفاصيل السلوك وأكون حرا بالتجسيد أكثر. لهذا أستطيع القول أن اليأس والد نجيب الريحاني ظهر بالطريقة التي أردتها .
- الدور 3 حلقات فقط الم يقلقك هذا؟
غالبا ما أقبل الأدوار أو أرفضها اعتمادا على الكثافة الدرامية في الدور وليس على مساحتها وتواجدها في المسلسل، ودور كبير غير مبني بشكل درامي جيد لا يغريني مثل دور صغير يعطي مساحة للتمثيل واللعب وأستطيع التعبير فيه عن نفسي وعن الشخصية التي أؤديها، وسبق أن لعبت بعض الأدوار الكبيرة التي لم تترك أثرا مثل تلك الأدوار التي تبقى بذاكرة الناس .
ما تعليقك على استخدام مفردات مثل (شحط محط) في المسلسل؟
هي كلمات تضمنها النص والحوار وهي جزء متداول ويومي في زمنها بداية القرن العشرين، واقترحها الكاتب ليقترب من اللغة السائدة آنذاك ولم أجدها غريبة، بالعكس أحببتها لأنها ستثير التساؤل، وأيضا لأنها ستكون من خصوصيات الشخصية.
-كيف جاءت أول مشاركة لك مع المخرج محمد فاضل؟
كنت مراهقا حين كان محمد فاضل يخرج مسلسلاته التي بقيت في الذاكرة، وهو جزء من تشكيل ذاكرتي الدرامية بأعماله وعندما اتصلت بي الجهة المنتجة للمشاركة في العمل سعدت للغاية لأني سأعمل معه، وهذا أيضا كان دافعا كبيرا القبول الدور، وكنت حريصا جدا على أن تكون تجربتي معه ذات خصوصية، لقد ساعدني كثيرا وأيضا منحني الحرية في أداء الشخصية .
كيف ترى وقوفك أمام الفنانة فردوس عبد الحميد ؟
فردوس عبد الحميد كانت وستظل ممثلة كبيرة ولها تاريخ طويل وأعمال كبيرة لا تُنسى، هي فرصة أخرى أيضا أن أكون معها وأن يكون في تجربتي كل من السيدة فردوس والأستاذ محمد فاضل .
باسم قهار في الضاحك الباكي
هل قرأت عن نجيب الريحاني قبل المشاركة في المسلسل؟
اطلعت على بعض ما كُتب عنه لكني مشدود لأفلامه أكثر من سيرته، أحب أفلامه جدا، وأراه ممثلا وفنانا خاصا ومختلفا.
- لماذا تتحمس لأدوار السيرة الذاتية كثيرا؟
أديت أدوار السيرة التاريخية مرات عدة، منها السلطان مراد في سقوط الخلافة، الوزير ابن عبدوس في ملوك الطوائف، وأبو عبيدة الجراح في مسلسل خالد بن الوليد، نعم تستهويني أدوار السيرة والتاريخ؛ لأنها أولا تدعو للبحث، وثانيا لثقلها الدرامي غالبا .
-هل تعتبر أن انتشارك في مصر جاء بعد المشاركة في مسلسل "فرقة ناجي عطا الله"؟
بالفعل دوري في "فرقة ناجي عطا الله" مع أستاذ عادل إمام فتح لي الكثير من الفرص والنوافذ، أولا لانتشار المسلسل بشكل كبير عربيا بوجود أستاذ عادل إمام، وثانيا لأن أغلب مشاهدي كانت معه وثالثا لأنني عملت على الدور بكل جهد ليظهر كما كان في المسلسل.
باسم قهار
ألا تفكر في العودة للمسرح ؟
المسرح شغفي الأول، وأعبر عن نفسي وعن العالم عبر المسرح، وتوقفت لسنوات لكني سأواصل الكتابة للمسرح وسأعود لإخراج أحد مسرحياتي السنة المقبلة.
قلت مرة إن موهبتي أكبر مما أحصل عليه من أدوار، هل ما زلت تشعر بذلك؟
نعم ما زال هذا الرأي قائما عندي، أشعر بأن لدي طاقة وقدرة أكبر من الأدوار التي ألعبها، ولهذا دائما أبحث عن أدوار فيها دراما وتحرض على التمثيل.
ما رأيك في المسرح العراقي والعربي الآن؟
هناك تجارب فردية ناجحة على مستوى الإخراج خراج والتمثيل والكتابة لكنها لم تستطع أن تشكل مشهدا مسرحيا ثريا وتدفع باتجاه مسرح عالي الأفكار والجماليات، وذلك أن المسرح دائما بحاجة إلى استقرار اجتماعي وبيئة مدنية منفتحة وفضاءات حرة للتعبير، وهذا ما لم يعد قائما في العراق؛ بسبب الحروب والاضطرابات التي استمرت لعقود .
-عشت في بلاد كثيرة ماذا أضافت لك هذه التجارب؟
توزعت حياتي بين بلدان عدة، ومثلما أنا عراقي فإن هناك أجزاء أصبحت من تكويني الثقافي، جزء مني سوري وآخر مصري وآخر أسترالي ولبناني، بيئات وثقافات منحتني تنوعا وفهما، وربما رؤية متعددة وأكثر غنى.
نشأت وسط أحداث كثيرة خصوصا في الثمانينات كيف أثرت عليك؟
بدأ وعيي يتشكل مع بدايات الحرب وما تنتج من عنف، وهذا وحتما سيسجل في ذاكرتي وذاكرة جيلي، وبالتأكيد سيترك أثرا على أعمالي المسرحية التي أخرجتها أو على طريقة تفكيري بأشياء، لقد تخلصت من ذاكرة العنف، أنا أحلم بالسلام دائما .
ما أعمالك الفنية المقبلة؟
أحضر لدوري في مسلسل عراقي من بطولتي، وأشترك في فيلم أصوره في مصر قريبا ويُعرض على إحدى المنصات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة