زيارة هامة، أجراها الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى الجزائر، ليسدل بها الستار على فصل "التجهيزات" للقمة العربية، والمقرر إقامتها في يومي 1 و2 نوفمبر المقبل، حيث التقى بالعديد من المسؤولين، وعلى رأسهم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ووزير الخارجية رمطان لعمامرة، وهى الزيارة الثانية من نوعها للأمين العام منذ يونيو الماضي، بينما تخللت الزيارتان زيارة أخرى لوفد من الجامعة العربية، برئاسة الأمين العام المساعد، السفير حسام زكى، قبل حوالي أسبوعين، للاطلاع على التجهيزات ووضع اللمسات الأخيرة قبل القمة العربية.
الحديث عن الاستعداد للقمة العربية، يحمل شقين، أولهما تنظيمي ولوجيستي، بينما يبقى الشق الأهم مرتبطا بالجانب السياسي، خاصة مع الحاجة الملحة لتحقيق أكبر قدر من التوافق العربي، خاصة مع زيادة الأزمات الدولية، وتواترها، وارتباطها بأمن المنطقة، وبالتالي تبقى الحاجة ملحة لتحقيق إنجاز فيما يتعلق بحلها.
في هذا الإطار أشاد الأمين العام المساعد، السفير حسام زكي، بالجانب التنظيمى، حيث أكد في تصريحات له على أن الاستعدادات والأمور التنظيمية واللوجستية الخاصة بالقمة العربية، التي تستضيفها الجزائر في الأول والثاني من نوفمبر المقبل، تسير بشكل جيد جدا وعلى ما يرام.
الرئيس تبون يلتقى أبو الغيط
إلا أن التوافق، يبقى "فرس الرهان" الحقيقي للقمة العربية، ويمثل "لب" الزيارة التي يقوم بها الأمين العام إلى الجزائر، ليهيمن على محادثاته السياسية التي أجراها مع كبار المسؤولين في الجزائر، وعلى رأسهم الرئيس تبون، بالإضافة إلى وزير الخارجية رمطان لعمامرة، وذلك لاستكمال المشاورات السياسية، لتحقيق نقلة مهمة في مسار العمل العربي المشترك.
ففي خلال لقائه الرئيس تبون، أكد أبو الغيط على تطلع الرأي العام العربي لأن تكون قمة الجزائر هى بالفعل قمة للم الشمل العربي، وإعطاء زخم جديد للعمل العربي في ضوء التحديات الكبيرة التي تواجهها المنطقة العربية والأزمات الضاغطة التي تفرضها الأوضاع العالمية، والتي تحتم على الدول العربية مزيدا من التنسيق والتقارب، والتوصل إلى آليات تتيح التعامل الناجح مع التحديات المستجدة على الصعيد الدولي.
وأعرب أبو الغيط عن شعوره بالارتياح لمدى جدية وكفاءة الترتيبات الجزائرية استعدادا للقمة العربية، مشيدا بإشراف الرئيس تبون المباشر على الأمر.
ويعد الحديث عن "لم الشمل" بمثابة الشعار الذى تتبناه القمة العربية، في دورتها المقبلة، خاصة بعد الجهود الكبيرة التي بذلتها الجزائر، فيما يتعلق بالتقريب بين الفلسطينيين وإنهاء حالة الانقسام، والتي تمثل نقطة انطلاق نحو مزيد من التوافق بين الدول العربية، فيما يتعلق بكافة الملفات والقضايا، المتواجدة على أجندة القمة.
جانب من اللقاء
يقول الأمين العام، إن القمة العربية المقبلة، والمقرر انعقادها في الجزائر، هي قمة "لم الشمل"، معربا عن أمله في تحقيق هذا الهدف على كافة الاتجاهات والمحاور بين كافة الأطراف، معربا عن ترحيبه بالمستجدات الأخيرة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ومطالبا كافة الفصائل لاستيعاب درس الانقسام وما يترتب عليه من فرقة وضعف.
واعتبر أبو الغيط أن الجهد المبذول من دولة الجزائر في هذا الإطار "ممتاز"، متمنيا التنفيذ على أرض الواقع حتى يمكن مواجهة الاحتلال، ونزعاته التوسعية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة