قال مرصد الازهر، في تقرير له، انه يعد اندماج المسلمين في الغرب أحد التحديات التي تؤرق بعض المسلمين من جهة، والمجتمع الأوروبي من جهة أخرى.
وقد نجح الكثير من المسلمين الذين يعيشون في أوروبا في الوصول إلى مرحلة متقدمة في التعايش والاندماج، بل وتعدى ذلك إلى وجود نماذج مضيئة
تعكس هذا الاندماج. ومن بين هذه النماذج كريم بنزيما، لاعب كرة القدم في فريق ريال مدريد الإسباني ومنتخب فرنسا، والذي ينحدر من أصول جزائرية.
ويقدم هذا اللاعب، المسلم صاحب الأصول العربية، من خلال سلوكه وأخلاقياته صورة إيجابية عن المسلم في المجتمع الإسباني، حيث صرح في وقت سابق أن شهر رمضان يشكل أهمية كبرى في حياته باعتباره فريضة إسلامية، وأنه يشعر بسعادة كبيرة أثناء تأديته لهذه الفريضة، مؤكدًا أن صيامه لا يؤثر إطلاقًا على لياقته البدنية أثناء ممارسته الرياضة، أو على نظام التدريب المتبع وعمله كلاعب محترف لكرة القدم.
ورغم المضايقات التي تعرض لها بنزيما خلال مشواره الرياضي، إلا أنه لم يلتفت ولم يتأثر بها وواصل نجاحه في مجاله إلى أن أصبح أحد أفضل اللاعبين بالعالم وتوج بالكرة الذهبية كأفضل لاعب لكرة القدم لعام 2022.
ومن هذه المضايقات ما واجهه من تشهير علني من قبل السياسي الفرنسي اليميني "داميان ريو" الذي نعته بـ"الإرهابي" في تغريدتين له عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وعلى إثر ذلك لم يرد "بنزيما" على الإساءة بإساءة مماثلة ضد هذا السياسي، ولكنه سلك الطريق القانونى للدفاع عن حقوقه ولدفع هذه التهمة.
وليس هذا بجديد حيث يصم بعض المتعصبين من تيارات اليمين المتطرف في أوروبا بصفة عامة الإسلام بالإرهاب ويحاولون تشويه صورته من خلال هذا الربط الزائف، والذي يثبت المسلمين يوما بعد الآخر كذب تلك الادعاءات.
جدير بالذكر أن الاحتفالية التي أقيمت في باريس مساء أمس الاثنين، الموافق 17 أكتوبر 2022، وتوج فيها "بنزيما" بالكرة الذهبية تصدرت الصحف الدولية التي احتفت بتتويج النجم الفرنسي كأفضل لاعب في العالم لعام 2022. والملفت للنظر أن قراء كبريات الصحف الإسبانية أشادوا باللاعب وفوزه بالجائزة في تعليقاتهم التي جاءت كرد فعل لمهارته الكروية المتميزة وسلوكه الشخصي المشرف في التعامل مع الآخرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة