يحتفل المسيحيون فى الكنيسة الشرقية، غدا 7 يناير بعيد الميلاد المجيد، وذلك احتفاء بميلاد السيد المسيح فى مدينة بيت لحم فى فلسطين، فما الذى نعرفه عن تاريخ هذه المدينة.
تشير رسائل تل العمارنة إلى أن اسم بيت لحم يرجع إلى اسم مدينة جنوب القدس عرفت باسم بيت إيلو لاهاما، أى بيت الإله لاهاما أو لاخاما، وهو إله القوت والطعام عند الكنعانيين، وكانت تعنى عند الآراميين بيت الخبز، ومن هنا جاءت التسمية، ولبيت لحم أيضاً اسم قديم هو أفرات أو أفراته وهى كلمة آرامية تعنى الخصب والثمار.
ومدينة بيت لحم مدينة كنعانية قديمة سكنها الكنعانيون منذ حوالى سنة 2000 قبل الميلاد، ثم توالت عليها مجموعات قبائل مختلفة فى معتقداتها، وفى حالة من الصراع والتناحر فيما بينها، ومن بين هذه القبائل اليهودية الكنعانية، وهى قبائل لا تربطها بالصهيونية الحالية أى روابط تاريخية أو عقائدية، لأن مسألة الشعوب والأمم جاءت فى حقب متأخرة من مراحل التاريخ البشرى بعد أن أقيمت الدول ورسمت الحدود وتطورت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ونالت بيت لحم شهرتها العالمية بعد ميلاد المسيح فيها.
فى القرن الحادى عشر قبل الميلاد تمكن الفلسطينيون من دخول المدينة بعد أن قتلوا شاؤول، ثم تمكّن داود عليه السلام من استرداد المدينة.
وبعد ذلك دخلت مدينة بيت لحم تحت الحكم الروماني، حيث بنى فيها الحاكم الرومانى هيرودوس قلعة يلجأ إليها زمن الحرب، ثم بنى فيها أحد الأباطرة الرومانى عام 103 م معبداً للإله أدونيس فوق كهف السيد المسيح، ويقال أن هذا الإمبراطور قد اعتنق المسيحية سراً، وخشى على الكهف أن يندثر قبل أن تنتشر الديانة المسيحية، وفى عام 314م سمح الإمبراطور الرومانى قسطنطين بحرية العبادة والأديان.
وفى عام 330م قامت الإمبراطورة هيلانة ببناء كنيسة المهد فى بيت لحم وكنيسة القيامة فى القدس، ثم تعرضت كنيسة المهد للهدم على يد السومريين، فجاء الإمبراطور جوستينان الأول وقام ببناء الكنسية من جديد، كما بنى سوراً حول المدينة وبقى هذا السور حتى عام1448م، حيث أمر أحد سلاطين المماليك بهدمه، أما الكنيسة فباقية إلى اليوم.
وتعرضت المدينة إلى الغزو الفارسى عام 614م، ولم يهدموا الكنيسة لوجود صورة للمجوس وهم ساجدون أمام السيد المسيح على لوحة من الفسيفساء.
فى سنة 648م دخلت المدنية تحت الحكم الإسلامي، وزارها الخليفة عمر بن الخطاب وصلّى داخل كنيسة المهد، وكتب سجلاً للبطريرك صفرونيوس بأن لا يصلى فى هذا الموضع (كنيسة المهد) من المسلمين إلا رجلاً بعد رجل، ولا يجمع فيها صلاة، ولا يؤذن فيها، ولا يغير فيها شيء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة