تفاصيل جديدة كشفتها وزارة العدل الأمريكية عن فضيحة التجسس والفساد التى تورط بها ضباط فى البحرية الأمريكية، والمعروفة إعلامياً باسم "فات ليونارد"، والتى ظهرت إلى النور فى عام 2013 وتم توجيه لائحة اتهام رسمية للمتورطين بها عام 2017.
وبحسب بيان رسمى لوزارة العدل الأمريكية نشرته صحيفة لوس أنجلوس تايمز، اعترف ستيفن شيد قائد فى البحرية الأمريكية بحصوله على 250 ألف دولار نقدًا وعلى رشاوى جنسية، من مقاول دفاع آسيوى مقابل تسريب أسرار الدولة.
وساعدت المعلومات التى قدمها الضابط ستيفن شيد إلى الشركة الآسيوية، فى الاحتيال على البحرية الأمريكية بمبلغ 35 مليار دولار.
وفضيحة فات ليونارد هى فضيحة فساد وتحقيق مستمر داخل البحرية الأمريكية يشمل مقاول دعم السفن جلين ديفينس مارين آسيا، وهى فرع تايلاندى تابع لمجموعة جلين مارين. ووصفها الإعلام الأمريكى قبل سنوات بأنها "ربما أسوأ انتهاك للأمن القومى من نوعه لضرب البحرية منذ نهاية الحرب الباردة".
والجريمة هى جزء مما يعرف بقضية "فات ليونارد"، التى سميت على اسم مقاول الدفاع الماليزى المؤثر ليونارد جلين فرانسيس، الذى زُعم أنه قدم رشوة لضباط كبار تضمنت خدمات الدعارة، وحضور حفلات ليدى جاجا وتذاكر لمشاهدة فيلم The Lion King.
ويحسب التقرير، فإن "شيد" هو واحد من تسعة أفراد فى الأسطول الأمريكى السابع المتمركز فى أوكيناوا اليابانية والذين وجهت إليهم هيئة محلفين فدرالية كبرى لائحة اتهام فى مارس 2017 لدورهم فى الفضيحة، والضابط الثالث الذى يقر بالذنب.
ومن المقرر أن تصدر محكمة فيدرالية فى كاليفورنيا حكمها على شيد فى 21 يوليو، كما ستبدأ محاكمة المسؤولين البحريين الستة المتبقين من الأسطول السابع فى 28 فبراير.
فات ليوناردو
وبحسب وزارة العدل الأمريكية، أقام "شيد" والضباط الآخرون "حفلات جنسية مع عاملات جنس وحفلات عشاء فاخر ورحلات خارجية" مقابل تقديم أسرار عسكرية، ومنح "نفوذ كبير" لصالح شركة "جلين ديفانس مارين آسيا "، التى أسسها مواطن ماليزى يدعى ليونارد جلين فرانسيس، فى سنغافورة.
وقال شيد إلى جانب ثمانية من أفراد البحرية الآخرين إنه "تلقى أكثر من 250 ألف دولار على شكل وجبات وترفيه ونفقات سفر وفنادق وهدايا وأموال وخدمات بائعات هوى" من شركة جلين ديفانس مارين آسيا.
واعترف شيد أنه إلى جانب المتهمين الآخرين فى القضية، قدم جداول التحركات البحرية ومارس الضغط نيابة عن شركة جلين ديفانس مارين لمسؤولين بحريين آخرين
وأوقف ليونارد جلين فرانسيس فى كاليفورنيا من قبل مسؤولين أمريكيين عام 2013. وأقر بارتكاب أعمال رشوة والتآمر، وبقى فى السجن أو رهن الإقامة الجبرية فى المنزل.
وبحسب الإعداء العام، ساعدت المعلومات التى قدمها شيد وآخرون، الشركة فى الفوز والحفاظ على العقود. وكلّفت البحرية مبالغ بقيمة 35 مليار دولار، مقابل خدمات مثل توفير زوارق السحب، والأمن وإزالة النفايات من السفن فى الميناء.
ووجه الاتهام إلى 35 شخصا، من بينهم مسؤولون فى البحرية وأفراد متقاعدون وموظفون بوزارة الدفاع إضافة إلى فرانسيس ليونارد، بارتكاب جرائم فى القضية، ومن بين هؤلاء، أقر 28 شخصاً بذنوبهم، من بينهم ضابطان آخران فى الأسطول السابع.
ووفقًا لوزارة العدل، قدمت الشركة خدمات صيانة السفن فى الأسطول الأمريكى السابع لسنوات، وأشارت الوزارة إلى أن الأسطول مسؤول عن سفن البحرية الأمريكية والقيادات التابعة التى تعمل فى غرب المحيط الهادئ فى جميع أنحاء جنوب شرق آسيا وجزر المحيط الهادئ وأستراليا وروسيا وأقاليم المحيط الهندى، جنبًا إلى جنب مع السفن والأفراد من الأساطيل البحرية الأمريكية الأخرى التى تدخل منطقة الأسطول السابع.
وجاء فى لائحة اتهام "شيد" أنه كان أيضًا أحد الحاضرين فى حفل بقيمة 50.000 دولار "مستعرة لعدة أيام، مع حلقة دائرية من عاملات الجنس، قام خلالها المتآمرون بشرب كل مخزون الخمر المتوفر فى فندق شانجريلا" فى مانيلا، الفلبين، فى عام 2008.
ونقلت وزارة العدل الأمريكية عن المحامى راندى جروسمان قوله: "اعترف المتهم بأنه كان من بين الكثيرين الذين تحول ولاءهم من البحرية إلى ليونارد فرانسيس.. وهذا التنازل عن واجبات المدعى عليه للبحرية والولايات المتحدة يأتى بعواقب وخيمة".
وقال مدير خدمة التحقيقات الجنائية البحرية الأمريكية (NCIS)، عمر لوبيز: "أساء القائد شيد استخدام منصبه الرفيع المستوى فى البحرية من خلال قبوله الهدايا الفخمة من فرانسيس بشكل غير قانونى فى مقابل تزويد فرانسيس بجداول السفن المصنفة التى تضم العديد من السفن والموانئ المحددة، ومواعيد الزيارات قبل وقت طويل من زيارات السفن"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة