قال الدكتورعلى جمعة مفتى الجمهورية السابق، إن العلمانية ليس لها معنى ثابت ومحدد نستطيع أن نقيم حوار عليه، موضحاً أن مصطلح العلمانية يعد من أغمض المصطلحات التي مرت في تاريخ البشرية، وتابع:"غامضة غموض عجيب".
وأضاف "جمعة"، خلال حواره ببرنامج "من مصر"، الذى يقدمه الإعلامى عمرو خليل، عبر قناة "cbc"، أنه عندما تعمق فيها تجد من يقول إنها " فصل الدين عن الدولة"، وتابع:"وهذا تعريف سطحى ومبسط تبسيطا مخلا ويشعر من يسمعه أنها ضد الدين".
وأشار "جمعة"، إلى أن أفضل من بذل مجهوداً علمياً وتطبيقياً في تعريف العلمانية كان الدكتورعبد الوهاب المسيرى، قائلا، "توصل إلى أن العلمانية منها الجزئية والعلمانية الشاملة.. بعدما أجرى دراسة موسعة وبحث في مئات الكتب التى كتبت في الشرق والغرب".
وتابع "جمعة"،: "عندما نتفهم العلمانية ونتحدث عن قسمها العلمانية الجزئية والتي هي فصل الدين عن الدولة وله عدة مستويات نجد أنها لا تجعل الدين مصدر أو مرجع أو مقياس لها مثل ما تفعله بريطانيا والقائم على أعطاء الأمور الاقتصادية تعطى للمتخصصين وكذلك الأمر في كافة القطاعات وهنا يجعل المصدر يعود للمتخصص".
أكد مفتى الجمهورية السابق، أن العلمانية في مفهومها البسيط عدم جعل الدين مرجعاً في الأمور السياسية والاقتصادية وعدم جعل الدين مرجعاً للدولة، وتابع:"ذهبنا في أواخر عام 2006 إلى بريطانيا.. وأنا اقترحت عليها بعمل بروتوكول نحاول فيه إعطاء بعض المسلمين مساحة للخدمة التي تقينا الإرهاب ..فقالت لى لا يخفى عليك أننا دولة علمانية.. فقلت لها أجعلها من خدمات الأمن الاجتماعى فقالت لى إذا كان كدا ماشى..وهنا يوضح لنا أنها عندما وجدت النظرة الدينية قالت لا ولكن عندما قلت لها من منظور اجتماعى وافقت".
وشدد "جمعة"، على أن قضية العلمانية ملتبسة بعض الشئ، فهى من حيث إعطاء المتخصصين البت في الأمور الخاصة لا يوجد شيء كون لدينا الكثير من الأدلة الشرعية التي تقول بذلك، وتابع:"الشرع قال أنتم أعلم بأمور دنياكم"، لافتاً إلى أن العلمانية بمفهوم تجاوز القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية أمر غير مقبول مطلقاً نظراً للتفلت الشديد والخروج عن طور القيم الإنسانية المتعارف عليها، لافتاً إلى أن مصر دولة مدنية أي تجعل الدين سقف لها ولا تتجاوز القيم الإنسانية والأخلاقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة