كانت الدولة الفاطمية بمثابة العصر الذهبى لمصر التى تم فيها اكتمال الفن الإسلامى، حيث ترك الفنانون المصريون وراءهم العديد من الآثار والتحف التى تشهد على مهارتهم الفائقة ودقتها فى مختلف الأشكال الفنية.
غزا الفاطميون مصر عام "358 هـ / 969 م"، ثم أسسوا مدينة جديدة شمال الفسطاط اطلقوا عليها "القاهرة" جاعلين منها عاصمتهم وكان الجامع الأزهر هو أول مسجد أقاموه فى القاهرة.
يعد الجامع الأزهر أقدم جامعة عالمية متكاملة، ومن أهم المساجد الجامعة فى مصر وأشهرها فى العالم الإسلامي، احتضنت أروقته الملايين من طلاب العلم ومعلميه، قِبلة العلم لكل المسلمين، ومنهل الوسطية، ومنارة الإسلام الشامخة، وقد تجاوز عمره الألف سنة، متحملًا مسئوليته العلمية والدينية والوطنية والحضارية تجاه الشعب والأمة الإسلامية كلها، فكان لها رمزًا حضاريًا، ومرجعًا علميًا رئيسًا، ومنبرًا دعويًا صادقًا.
تم إنشاء الجامع الأزهر على يد جوهر الصقلى قائد الخليفة الفاطمى المعز لدين الله فى 24 جمادى الأولى 359هـ/ 4 أبريل 970م أى بعد عام من تأسيس مدينة القاهرة، واستغرق بناؤه ما يقرب من 27 شهرًا، حيث افتُتِح للصلاة فى يوم الجمعة 7 رمضان 361هـ الموافق 21 يونيه 972م، وما لبث أن تحول إلى جامعة علمية، وأُطلق عليه اسم الجامع الأزهر؛ نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء ابنة النبى ــ صلى الله عليه وسلم ــ وزوجة الإمام على بن أبى طالب ــ رضى الله عنه ــ التى ينتسب إليها الفاطميون على أرجح الأقوال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة