ما أن يقترب موعد ٢٥ يناير من كل عام ، حتى تبدأ فلول الإخوان والتابعين لهم في نصب الاحتفال السنوي لآمالهم المستحيلة وفرصهم الضائعة في إعادة عجلة الزمن ، واسترجاع تاريخ لازلنا نعمل على محو آثاره السلبية التي لم تصب اقتصاد الدولة المصرية فحسب ، لكنها أصابت قواعد الأخلاق والقيم المصرية في مقتل.
في كل مرة يخرجون بدعواتهم الفاشلة التي لا يستجب إليها المصريون ، بل لا يستمعون إليها ، ينقلبون بعدها مباشرة ويتبارون في شتم المصريين واتهامهم بالضعف والخذلان ، لكن الشعب المصري العريق أذكى وأنبه من أن ينساق لمثل هذه الدعوات التي لا تجد صدى إلا عند مروجيها ، ببساطة لأن المصريين يرون كيف تتغير مصر في كل يوم أمام أعينهم وتتحول إلى دولة عصرية في شتى المجالات ، ولأنهم مازالوا يعانون تبعات تجربتهم الصعبة في يناير ٢٠١١. .
لقد بدأ موسم الهجوم السنوي ، لكنهم في هذه المرة يحاولون قلب الحقائق ، واستخدام عبارات للرئيس عبد الفتاح السيسي خلال منتدى شباب العالم في شرم الشيخ ، الذي أنهى دورته الرابعة منذ عدة أيام ، ولقد كان اللقاء المفتوح الذي دار بين الرئيس السيسي والصحفيين الأجانب على هامش المنتدى ، هو واحدا من أفضل الأنشطة التي قدمت هذا العام، وقد تناولوا تحديدًا رد الرئيس على سؤال الإعلامى طارق حمدان مراسل إذاعة مونت كارلو ، والذي طلب تعليق الرئيس على الانتقادات التي توجه لحقوق الإنسان في مصر والأعداد الكبيرة- حسب قوله – للمعتقلين السياسيين وغلق والتضييق على المواقع والصحف وحرية التعبير.
الحقيقة أن هذه العبارات كثيرا ما تواجه الرئيس في زياراته للخارج أو لقاءاته بالصحفيين الإجانب ، وكثيرا ما كانت ردود الرئيس عبارات هادئة من منطلق مسئوليته عن شعب تجاوز تعداده أكثر من مائة مليون نسمة.
لقد طلب الرئيس ممن يرددون هذه الادعاءات قوائم بأسماء المعتقلين والمختفين قصريا، ثم كان رد الرئيس الذي وجهه للصحفي هل تحبون شعبنا أكثر منا ؟ وهل تخافون على بلدنا أكثر منا ؟ لا نريد لأحد أن يعرقلنا بترديد هذه الإدعاءات.
ثم قال الرئيس انه مستعد لإجراء انتخابات في كل عام ، على أن يدفع من يروجون هذه الادعاءات تكاليفها ، وأن مصر تريد تحقيق طموحاتها ولا يعطلها شيء وعلى من يريدون خروج المصريين في مظاهرات فليدفعوا خمسين مليارا تكاليف تعطل البلد .
اقتنصت جماعات موسم يناير العبارات ، وقلبوا الحقيقة بأن الرئيس يريد مقابل للحرية! من قال أن الحرية هي فقط في المظاهرات ؟ وبالفعل من سيدفع فاتورة تعطل العمل والحياة جراء المظاهرات ؟ ومن قال أن المظاهرات في العالم أجمع لا تخضع لقواعد وشروط ؟
هؤلاء لا يدركون كم تغيرت الدنيا ، وأن العالم كله متوقف ، وأن الفقر والجوع والتشرد يهدد كل دول العالم ، بينما مصر تخطو خطوات واسعة نحو التنمية ، فما هي بالضبط الحرية التي يريدها هولاء ؟ ولماذا لا تؤرقهم أفغانسان وإيران واليمن وليبيا والعراق وسوريا وغيرها من الدول التي انتهكت فيها كل الحقوق ؟
لا أحد يختلف على حق الإنسان في الحرية والتعبير عن رأيه ، لكن لا أحد يختلف أيضا أن الدولة من واجبها حماية الأغلبية من ضياع أرزاقها واستقرارها وتنمية حياتها ، لكن على كل حال لقد اعتاد الشعب على فقرات موسم يناير من كل عام ، وتجاهله لهذه الدعوات هو أبلغ رد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة