تمر اليوم الذكرى 223 على إعدام الثائر المصرى محمد كريم على يد قائد الحملة الفرنسية نابليون بونابرت، وذلك بعد يوم واحد من إصدار نابليون أمرا بإعدام محمد كريم رميا بالرصاص، فى يوم 5 سبتمبر 1798م، ومصادرة أملاكه وأمواله، وفرض فدية ثلاثين ألف ريال على الزعيم الوطنى أن يدفعها فى خلال أربعة وعشرين ساعة لإنقاذ حياته، وإلا نفذ فيه الإعدام.
وشهد محمد كُريم وصول الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت فقاوم الجيش الفرنسى ومعه أهل الإسكندرية فى مواجهة غير متكافئة حتى قبض عليه، فاستقبله نابليون بنفسه تقديراً لاستبساله وشجاعته ورد إليه سلاحه وأبقاه حاكماً على الإسكندرية، وعين معه الجنرال كليبر حاكماً عسكرياً للمدينة.
وظل محمد كُريم حافظاً لعهده فى الدفاع والنضال عن وطنه، ولما تأكد الفرنسيين من دعمه للمقاومة وإثارته للأهالى ضدهم قبضوا عليه، وأرسلوه إلى القاهرة، فحوكم فى 5 سبتمبر 1798 بتهمة خيانة الفرنسيين، وأصدر نابليون أمر إعدامه رمياً بالرصاص، فنفذ الحكم بميدان الرميلة فى 6 سبتمبر 1798.
ووفقا للكتاب سالف الذكر، جاء فى رواية موثقة بشهود عيان فرنسيين، أوردها المؤرخ عبد الرحمن الرافعى فى تاريخه، نصح المستشرق "فانتور" كبير مترجمى الحملة الفرنسية محمد كريم بإن يفتدى حياته بدفع المبلغ، لكن الزعيم الوطنى أجابه: "إذا كان مقدورا على أن أموت فلن يعصمنى من الموت أن أدفع هذا المبلغ، وإن كان مقدورا لى الحياة فعلام أدفعه؟".
وفى مثل هذا اليوم 6 سبتمبر من عام 1798م، نفذ الإعدام فى الزعيم النبيل بميدان الرميلة بالقلعة، وبعد نحو 150 عاما كرمته مصر بوضع اسمه وصورته فى قائمة محافظى الثغر السكندرى، وأطلقت اسمه على المسجد القائم بجوار سراى رأس التين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة