أيام قليلة تفصل أبناءنا عن العودة إلى المدارس، وهى عودة استثنائية، تحتاج انتباها كبيرا واهتماما عظيما، وجزء من هذا الاهتمام يتمثل فى الاهتمام بمكتبة المدرسة.
كتبت من قبل كثيرا بحثا عن مكتبة فى المدارس، ومما قلته إنه فى نهاية عام 2015 عقدت وزارة التربية والتعليم اتفاقا مع اتحاد الناشرين المصريين ينص على تزويد المكتبات المدرسية بكتب تتجاوز المليون جنيه، على أن يكون ذلك مجرد مرحلة أولى فى خطة طامحة لإعادة تغيير شكل المكتبات المدرسية التى هى بحاجة إلى تغييرات كبيرة وإضافات متعددة تصل إلى درجة التغيير الشامل فى المبنى والمحتوى، فهل حدث أى شىء فى ذلك؟
يمكن القول إن لدينا أزمة مكتبات فى المدارس وفى الشارع أيضا، وليس من سبيل لتلاشى هذه الفجوة الرهيبة سوى أن يكون للمجتمع المدنى فى مصر دور فى إعادة تشكيل المكتبات الموجودة التى تملكها الدولة، أو إنشاء أخرى جديدة.
المهم أننا نلحظ جميعا تطويرا فى المناهج التعليمية وفى الأنظمة، لذا فإننا نطالب الوزارة بأن تنظر بجدية لما يتعلق بكل العملية التعليمة ومنها التربية الرياضية والمكتبة، فالمكتبة ليست مضيعة للوقت كما يظن البعض، بل إنها أحد الوسائل الضرورية لبناء الإنسان والاهتمام به، فبقدر ما يقرأ الإنسان تتشكل رؤيته للعالم، ويصبح قادرا على التفرقة بين الحبيب والعدو، وقادرا على فهم النفس البشرية، وقادرا على فهم نفسه.
لذا نتمنى أن تعود حصة المكتبة للجدول المدرسى، وأن يأخذها مدرسوها بشكل جدى، وأن تقام المسابقات في القراءة والتشجيع بجوائز رمزية، وقبل ذلك أن تحتوى أرفف المكتبات على كتب وإصدارات حديثة وقديمة أيضا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة