قرار غريب من رابطة الأندية، في أول اجتماع معلن، والذى عقد اليوم في أحد فنادق القاهرة للبحث عن حلول لانتشال الأندية من موجات الأزمات التي تضربها وتسببت فى خسائر مالية كبيرة للجميع، وأعتقد أن هذا السبب كان أساس القرار المفاجئ الذي خرج اليوم، بإعلان إقامة بطولة كأس الرابطة بدءاً من الموسم الجديد، لتنضم البطولة الجديدة إلى الدوري والكأس على طريقة الإنجليز، أصحاب اللعبة وأقوى وأهم دوري فى تاريخ البشرية.
ولكن قبل الشروع في البحث عن بطولة جديدة لزيادة الموارد المالية، هل قامت الرابطة بدراسة كل الملفات ومراجعة جميع العقود للتأكد من عدم وجود أي حل لزيادة الموارد المالية غير البطولة الجديدة؟ الإجابة بالتأكيد عند أعضاء اللجنة الذين بدأوا عملهم بطموحات كبيرة وبالتأكيد نتمنى لهم كل التوفيق من قلوبنا، لكن أول قرار لحل أكبر الأزمات يبدو غير منطقي في هذا التوقيت بالتحديد.
أي متابع للكرة المصرية يعلم أن الموسم عندنا لا يشبه أى موسم في أي مكان في الدنيا، مباريات بلا جماهير لعدة أسباب آخرها الكورونا، جدول بلا أي انتظام، جولات بدون ترتيب، مؤجلات بالكوم، مواسم متلاحمة، وبطولات متداخلة ولا يمكن أن تحقق أي أرباح محترمة من مسابقات بهذا الشكل من العشوائية.
هل من الأولى استحداث بطولة جديدة وزيادة أعباء لجنة المسابقات في وضع الجداول، والأندية نفسها في الاستعداد للمباريات والبطولات المتلاحمة، واللاعبين الذين يعانون من الإرهاق باستمرار، والمنتخب المتأثر دومًا بتلك الأزمات؟ أم ترتيب الأزمات الموجودة قبل الدخول في منطقة جديدة تبدو مربحة من وجهة النظر الاقتصادية على الورق، لكنها ستكون شبه مستحيلة في التطبيق.
هل من الأولى استحداث بطولة جديدة لزيادة الموارد، وترك الملاعب بلا جماهير أو أي أنشطة ترويجية مصاحبة للحضور الجماهيري على الأقل بالنسبة للأندية الشعبية أصحاب القاعدة الجماهيرية المرعبة مثل الأهلي والزمالك والاتحاد والإسماعيلي والمصري والمحلة وغيرهم من أندية الدرجات الأدنى أو أندية الشركات التي أصبحت تجذب أنظار بعض الجماهير التي تهتم بمتابعتها.
وإذا تطرقنا إلى أندية الدوري الإنجليزي باعتبارها مرجعية رابطة الأندية المصرية الجديدة، فنجد أن الأندية الإنجليزية تحقق أرباحًا خرافية بناءا على عدة موارد ثابتة ولن أحدثك عن الكبار، فعلى سبيل المثال فريقًا مثل إيفرتون يتعاقد مع مدربين من ريال مدريد كبينيتيز وأنشيلوتي مثلا وفريقا مثل ستوك سيتي يضم لاعبا مثل شاكيري من بايرن ميونخ.
هل نحن نشبه الأندية الإنجليزية حتى نقرر إقامة بطولة جديدة مثل الإنجليز؟ تعتبر عملية بيع تذاكر المباريات من أهم المصادر للدخل المالي للأندية الإنجليزية وتتراوح قيمة التذاكر بين 35-70 يورو،
فيما يتضاعف سعر التذكرة في البطولات الكبيرة مثل نهائي دوري أبطال أوروبا بين ليفربول وتوتنهام لهذا العام، إذ تراوح سعر التذكرة 70-600 يورو حسب الفئة، ولكل ناد عدد معين من التذاكر.
ومن أهم مصادر الدخل أيضًا البث التلفزيوني وفي تقرير لرابطة أندية الدوري الإنجليزي الممتاز عن الأرباح المالية لأندية إنجلترا في موسم 2018-2019 حصل ليفربول على 149 مليون يورو و148 مليون يورو لمانشستر سيتي.
ومن ضمن مصادر الربح أيضًا عقود الرعاية وعلى سبيل المثال يحصل مانشستر يونايتد على 191 مليون يورو سنويا من حقوق الرعاية المختلفة، والركن الرئيسي لتلك الأرباح والعائدات هو المسابقات المنتظمة والملاعب المكتظة بالجماهير، وجدول البث المعروف مسبقًا، فأين الدوري المصري من كل ما سبق للحديث عن بطولة جديدة؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة