أسعدنى الحظ كثيرا في حضور مؤتمر اقتصادي تدعمه وترعاه وزارتي الإنتاج الحربى والصناعة حول دعم الصادرات المصرية وصولا للرقم 100 مليار وهو الرقم الذى يطمح في تحقيقه الحكومة المصرية، وهو رقما ليس هينا في كل الأحوال، لأنه يحمل خطة عمل كبيرة للغاية تتضافر فيها جهود الدولة، لتنسيق مخططات العمل، بالإضافة لضرورة تفهم طبيعة عمل القطاع الخاص بشكل يجعل التكامل سهلا وميسرا بين الحكومة والقطاع الخاص، ولأن الصادرات المصرية موردا هاما في دعم الاقتصاد الوطنى بشكل واسع ومتعدد الموارد، ومع أهمية المؤتمر وطبيعته وقوة كلمات الوزرات التي مثلت في المؤتمر، إلا أنى استوقفني أمرا آخر وهى ثقافة المؤتمرات التي قلت بشكل لافت للنظر، فصارت المؤتمرات قليلة للغاية، ويمكننا تتبع حركة حجز القاعات في الفنادق الكبرى حتى يمكننا معرفة نسب الحجز خلال الأيام الحالية وقبل سنوات مضت، والمؤتمرات ليست ترفا ولا رفاهية، لكنها تجمع عظيم لشخصيات تمثل الموضوع المستهدف، في وسيلة لا يمكن تكرارها عبر الاجتماعات العادية، أو لقاءات الوزراء، فالمؤتمرات عادة تركز على فكرة بعينها وتضع لها تصورات و تدعوا الشخصيات المعنية بالأمر حتى يمكن الوصول لعصف ذهنى مخطط يصل بنا لنتيجة وأفكار قد لاتكون متوفرة عند صانع القرار في وقت ما، والمؤتمر دائما له نتيجة إيجابية مهما قلت أو زادت، لأنه لايمكن تصور حضور أشخاص معنيين بملف ما في مكان ما ولا يصلون لنتيجة وأفكار جديدة حول الموضوع المستهدف.
والمؤتمرات ودعمها تعتبر أيضا وسيلة اجتماعية لبناء علاقات واسعة بين كافة المستويات وهو ما يصب في صالح الاقتصاديات الرسمية وغير الرسمية، كما أنها وسيلة تسويق في غاية النشاط والفاعلية والتي يمكن التسويق فيها للأفكار والمنتجات والأشخاص أنفسهم، وكل تلك أدوات عالمية في صناعة اقتصاديات بمليارات الجنيهات، ولذلك علينا دائما التفكير والسعى لدعم ثقافة المؤتمرات ودعم الأفكار الشبابية، بالإضافة لاهتمام المسئولين بالمؤتمرات كافة حتى يمكن أن نصل للصورة الكاملة في الشكل العالمى للمؤتمرات على مستوى العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة