كشف مرصد الأزهر لمكافحة التطرف ، فى تقرير له أن شهر أغسطس 2021م شهد ثباتًا في نشاط الجماعات الإرهابية مقارنة بالشهر الماضي، فقد سجل هذا الشهر نحو 50 عملية إرهابية في مقابل 49 عملية إرهابية خلال يوليو الماضي، إلا أن هذا الشهر يعتبر من أكثر الشهور دموية منذ مطلع العام الجاري؛ حيث أسفرت تلك العمليات عن مقتل نحو 460 شخصًا وإصابة أكثر من 120 آخرين، إضافة إلى اختطاف 30 من المدنيين والعسكريين.
وتابع: مع هذا الاستقرار في النشاط الإرهابي، تظل حركة «الشباب» الصومالية هي الأكثر نشاطًا خلال هذا الشهر، فقد نفذت 15 عملية إرهابية في الصومال و3 عمليات في كينيا، علمًا بأن معظم هذا الهجمات اتخذت نمطين أساسيين؛ هما المواجهات المسلحة، وتفجير العبوات الناسفة، فضلًا عن عمليات الاغتيال والتفجيرات الانتحارية التي تأتي خطوةً استباقية للمواجهات المسلحة.
وقد أسفرت تلك العمليات عن مقتل نحو 50 شخصًا وإصابة ما يزيد عن 50 آخرين؛ حيث تستمر الحركة في تكثيف نشاطها الإرهابي من أجل تحقيق مكاسب على الأرض بشكل يومي، الأمر الذي يحذر منه مرصد الأزهر؛ حيث إن استمرار تلك العمليات بهذا الشكل ربما يؤدي إلى فرض أجنداتها وجعل أهدافها السياسية والاجتماعية والدينية أمرًا مفروضًا على الشعب الصومالي، خاصة وأن تلك الحركة تسعى إلى تولي السلطة، الأمر الذي يشبهه البعض بالمشهد الأفغاني.
كما تستمر الحركة في محاولة عرقلة الانتخابات الصومالية من خلال تلك العمليات الإرهابية من جانب، ومن جانب آخر عن طريق تحذير الصوماليين - والذي تكرر كثيرًا - حول المشاركة في العملية الانتخابية، وفي التحذير الأخير الذي نشرته الحركة على منصاتها الإعلامية على لسان المتحدث باسمها؛ حيث وجه تحذيرًا للصوماليين من التعامل مع من وصفهم بـ "الكفار" والمشاركة في الانتخابات، مؤكدًا أن استهداف الحركة لشيوخ العشائر كان بسبب مشاركتهم في تشكيل الحكومة السابقة.
وفي المقابل تكثف القوات الصومالية المدعومة من قبل قوات "الأميصوم" من عملياتها العسكرية لتقويض أنشطة تلك الحركة وهو ما جعل الحركة تتكبد خسائر غير مسبوقة منذ مطلع العام الجاري؛ حيث وجهت تلك القوات ضربات قوية أسفرت عن مقتل نحو 430 عنصرًا إرهابيًّا في الصومال. كما أن تلك العمليات أدت إلى تقليص المساحات التي تسيطر عليها، الأمر الذي دفع بعض قادة الحركة وعناصرها إلى تسليم أنفسهم إلى الحكومة الصومالية، وخاصة بعدما عرفوا زيف ادعاءاتهم ورأوا جرائم الحركة عن قرب من قتل الأبرياء الآمنين وترويعهم.
ورغم كل الجهود المبذولة من أجل القضاء على ذلك المرض السرطاني الخبيث، فإن له وجوهًا خبيثة وعديدة تنتشر بيننا، وذلك من خلال الإرهاب السيبراني الذي تتخذه الجماعات الإرهابية أداةً سهلة وسريعة لنشر أفكارها المتطرفة من أجل التأثير على العقول وتوجيهها نحو اتجاهات فكرية هدامة؛ وقد تمكن أصحاب هذا الفكر الظلامي من خلال الفضاء الإلكتروني من التأثير على عدد كبير من الشباب، ومن بينهم ذلك الشاب الذي نفذ هجومًا إرهابيًّا بالقرب من السفارة الفرنسية في دار السلام بتنزانيا، وقد أظهرت التحقيقات أن ذلك الشاب تأثر بأفكار تنظيم داعش، وحركة الشباب عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي، كما أن ذلك الحادث ينذر بخطر تمدد تنظيم داعش الإرهابي في شرق القارة الإفريقية، وخاصة بعد تصاعد هجماته في موزمبيق خلال الآونة الأخيرة.
الأمر الذي دفع موزمبيق لإبرام تعاون مشترك مع دول الجوار، من بينها التعاون المشترك بين موزمبيق وروندا؛ من أجل القضاء على الإرهاب، والذي يعتبر خطوة حقيقية وجادة وفعالة ضمن إجراءات مكافحة الإرهاب واجتثاثه من جذوره.
هذا ويثمن المرصد جهود دول مجموعة التنمية للجنوب الفريقي (سادك) في مكافحة الإرهاب عن طريق تقديم يد المساعدة للمحتاجين، ويتضح ذلك في إرسالها قوات لمساعدة الجيش الموزمبيقي في قتاله ضد الإرهابيين في شمال البلاد.
بوكو حرام
أما «بوكو حرام» التي تواجه حربًا طاحنة من أجل البقاء خاصة في ظل وجود تنظيم «داعش» الإرهابي، الذي أصبح يسيطر بشكل مطرد على فصائل «بوكو حرام»، بل ويقتلون من يقاوم أو يرفض البيعة لهم؛ الأمر أدى إلى ارتفاع ظاهرة الهروب الجماعي لعناصر بوكو حرام وإعلان الاستسلام للحكومة النيجيرية في ظل فقدان «بوكو حرام» القدرة على التمويل، إضافة إلى الإستراتيجية التي اتبعتها دول المنطقة في التعامل مع عناصر الجماعة الذين يسلمون أنفسهم للقوات الأمنية في تلك البلدان. وفي هذا السياق أفادت مصادر أمنية أن قرابة 6000 من مقاتلي «بوكو حرام» مع أسرهم استسلموا للحكومة النيجيرية في الأسابيع القليلة الماضية.
وقد أثر ذلك بشكل أساسي على نيجيريا التي شهدت تراجعًا في النشاط الإرهابي خلال هذا الشهر؛ حيث شهدت 4 عمليات إرهابية أسفرت عن مقتل نحو 20 شخصًا.
أما "النيجر" التي تعتبر تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي بشكل كبير لم تشهد أي تغير في عدد العمليات الإرهابية نظرًا لأن حرب البقاء تشتعل في نيجيريا أكثر مما تشتعل في النيجر، لذا شهدت النيجر 5 عمليات أسفرت عن مقتل ما يقرب من 100 شخص، وإصابة العشرات. وفي المقابل تتصدى القوات النيجرية لهم بكل قوة وحزم؛ حيث أسفرت العمليات الأمنية والمواجهات المسلحة عن مقتل نحو 150 عنصرًا إرهابيًّا.
أما الكاميرون وتشاد فقد شهدتا عمليتين إرهابيتين أسفرتا عن اختطاف 15 شخصًا في الكاميرون ومقتل 25 شخصًا وإصابة العشرات في تشاد.
وفي مالي تراجع النشاط الإرهابي خلال هذا الشهر؛ حيث شهدت البلاد 4 عمليات إرهابية أسفرت عن مقتل نحو 65 عملية إرهابية وإصابة أكثر من 35 آخرين.
أما بوركينا فاسو فقد شهدت ارتفعًا مضطردًا في العمليات الإرهابية؛ بواقع 10 عمليات إرهابية أسفرت عن مقتل أكثر من 140 شخصًا، وبذلك تصبح بوركينا فاسو أكثر الدول الإفريقية تضررًا من حيث عدد القتلى، كما أسفرت العمليات الأمنية عن مقتل نحو 125 عنصرًا إرهابيًّا.
وأما الكونغو فقد ارتفع مؤشر العمليات الإرهابية فيها بشكل كبير؛ حيث نفذت الجماعات الإرهابية المدعومة من قبل تنظيم داعش الإرهابي 6 عمليات إرهابية أسفرت عن مقتل نحو 55 شخصًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة