" دى رزق من عند ربنا، وهنفضل ندعمها لغاية لما تحقق كل أحلامها"، بهذه الكلمات يمكن أن تعبر عن رؤية أسرة آمنة محمد مسعود، أحد أشهر المواهب الرياضية من ذوى الهمم بالبحيرة.
"آمنة" التى تبلغ من العمر 8 سنوات رغم قصر قامتها تحدت الظروف بكل ما أوتيت من قوة لتلفت الأنظار إليها وتحقق نتائج مبهرة فى لعبة الكاراتية وتتوج كبطلة رياضية من طراز خاص، "اليوم السابع"، حاول الإقتراب من هذا المشهد لرصد تفاصيله والتعرف أكثر على حكاية البطلة الصغيرة.
يروى المهندس محمد مسعود، والد آمنة، قصتها من البداية: "عرفت أن ابنتى من قصار القامة منذ ولادتها ورغم ذلك لم أحزن وشعرت أنها رزق من الله سبحانه وتعالى ورسالة فخر ومحبة لأسرتى الصغيرة وحاولت بكل الطرق أن أدعمها لتكون ذات شأن فى المجتمع.
وأضاف والدها، اكتشفت موهبتها الرياضية فى لعبة الكاراتية مبكرا خاصة بعد تميز شقيقها فى هذه اللعبة ومرافقته له أثناء المباريات بمدينة دمنهور مما حفزها لتكون أحد الأبطال لتحصد الميداليات المختلفة ويتم تكريمها فى عدد من المحافل الرياضية.
وأوضح والد البطلة الصغيرة، أنه رغم تفوق ابنته فى لعبة الكاراتيه إلا أن اللوائح الرياضية قد تحول من إمكانية استمرارها فى الملاعب وذلك لوجود نص يمنع إدراج قصار القامة فى بطولات ذو الاحتياجات الخاصة عند سن العاشرة مما يقضى على طموحها للأبد ومنعها من السفر للخارج وتمثيل مصر المسابقات الدولية.
وطالب والد آمنة الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، بالتدخل العاجل وتعديل اللائحة للسماح لقصار القامة بالمشاركة فى بطولات ذوى الاحتياجات الخاصة حرصا على مستقبلهم الرياضى.
وفى كلمات عفوية قالت الطفلة آمنة مسعود، أن أحلامها فى الحياة تتلخص فى استمرارها فى مزاولة لعبة الكاراتية التى عشقتها منذ الصغر، "نفسى أكون بطلة فى الكاراتية، مثل فريال أشرف ونفسى أمثل مصر فى البطولات الدولية ومش عايزة حد يوقفنى فى اللعب خالص".
فيما أكدت المهندسة نادية أحمد عوض، والدة آمنة، على دعمها الكامل لابنتها فى مسيرتها الحياتية والرياضية لدرجة أنها استقالت من وظيفتها للتفرغ لرعايتها وتنمية مهارتها.
وأضافت والدتها: "عرفت أن آمنة من ذوى الهمم منذ ولادتها وكنت حزينة جدا فى بداية الأمر ولكن ربنا سبحانه وتعالى بدل من الحزن إلى الفرح وعرفت بعد ذلك أن ابنتى سوية مثلها مثل الآخرين وعندها مواهب أكثر منهم بكثير ولذا قدمت استقالتى من عملى كمهندسة مدنية للتفرغ لرعاية ابنتى حتى يصبح لها شأن كبير فى المجتمع، موضحة أن قصر قامة ابنتها لا يشكل أى مشكلة للتواصل مع المجتمع إلا من بعض الأشخاص عديمى الثقافة والفهم.
وقالت: "ابنتى سوية مثل كل الناس ومن النوع الذى يعتمد على نفسه فى كل شى فى الأكل والشرب والمذاكرة، وأنا مندهشة من الناس الذين يخبئون أبنائهم من قصار القامة مثل حالة آمنة، متسائلة لما نخاف من دمجهم مع المجتمع".
وتابعت والدة آمنة: "على قصار القامة أن يخرجوا للعالم والحياة كى نعطى لهم ثقة فى أنفسهم، فإبنتى مشتركة فى فصول تنمية المواهب بدور الأوبرا وكذلك فى فريق الكشافة، وهذا شىء يشرفنا ويجب أن نقف ورائها حتى تصل لأحلامها وطموحاتها فى الحياة، ونفسنا أن شاء الله أن تصبح بطلة فى الكاراتية وترفع اسم مصر فى البطولات العالمية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة