تمر اليوم الذكرى الثالثة على واحد من أكبر الكوارث التى تعرض لها التراث الحضارى والإنسانى العالمى فى عام 2018 هو حريق هائل يدمر متحف البرازيل الوطني في ريو دي جانيرو، مما تسبب بضياع أكثر من 20 مليون قطعة، جُمعت على مدار أكثر من مئتي عام كانت محفوظة فيه، وفقًا لموقع المتحف.
اندلعَ حريق كَبير في قصر سانت كريستوفر والذي يضم متحف البرازيل الوطني في ريو دي جانيرو. كانت ردود الأفعال على الخسارة التراثية سريعة جدًا، حيثُ يتضمن المُتحف أكثر من 20 مليون قطعة جُمعت على مدار أكثر من مئتي عام، وقد وصفَ رئيس البرازيل ميشال تامر فقدان التراث التاريخي والثقافي بأنهُ "لا يُمكن حسابه". لم يُحدد بعد سبب اندلاع الحريق، ولكنه قد يكون مُتصلًا بالنقص المُستمر في التمويل المتاح للمتحف في العقد السابق. لم يتم الإبلاغ عن أي إصابات.
وبعد الحداث عمل مدير المتحف الوطني في البرازيل، منذ ذلك الحادث الأليم على جمع التبرعات لتمويل ترميم المتحف بعد اندلاع حريق به تسبب في تدمير جزء كبير منه، وإضافة إلى الأموال اللازمة لإعادة بناء متحف التاريخ الطبيعي الرئيسي في أمريكا اللاتينية، تحتاج هذه المؤسسة إلى الأموال لحماية القطع الأثرية التي انتشلت من بين أنقاض المبنى.
وغداة الكارثة، خصصت وزارة التربية ما يعادل 2,5 مليون دولار لأعمال الطوارئ بهدف الحفاظ على هيكلية المبنى، وكان المتحف الوطني البرازيلي حصل على ما يعادل 280 ألف دولار في شكل تبرعات، وهو جزء ضئيل على سبيل المقارنة من مبلغ المليار دولار الذي جرى التعهد به لترميم نوتردام، وتبلغ التكلفة الإجمالية لترميم المتحف الوطني في ريو دي جانيرو نحو 24 مليون دولار.
وخلال العام الحالى انضم المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية "إيكروم" إلى اليونسكو في مهمة طارئة لترميم المتحف الوطني في البرازيل، حيث التقى الخبراء بالسلطات البرازيلية والجهات الفاعلة الوطنية والمحلية المشاركة في المتحف، وشاركوا في زيارتين تقنيتين للموقع. والهدف من ذلك هو مساعدة البلد على تحديد الخطوات التالية للتعافي.
عرضت اليونسكو تنسيق الدعم الدولي الذي سيتم تقديمه، سواء من خلال الخبراء التقنيين، والمساهمات المالية، والتبرعات أو قروض المجموعات من المتاحف الأخرى التي تحتوي على نسخ أو عناصر مماثلة لتلك الموجودة في المتحف الوطني، وقد عرضت بالفعل حكومات ومتاحف ومؤسسات من دول مثل الأرجنتين وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والولايات المتحدة تقديم المساعدة.
وقالت مارلوفا جوفشيلوفيتش نوليتو، مديرة وممثلة اليونسكو في البرازيل ، "نحن متفائلون للغاية لأننا نرى موجة كبيرة من التضامن الدولي وجهودًا كبيرة من قبل الحكومة البرازيلية لمعالجة هذا الوضع العاجل بسرعة".
يتم تمويل مهمة اليونسكو من قبل صندوق الطوارئ الخاص بالتراث التابع لليونسكو، والذي تم إنشاؤه في عام 2015 لتعزيز قدرة الدول الأعضاء على منع وتخفيف واستعادة التراث الثقافي والتنوع الثقافي الناتج عن النزاعات والكوارث.
فريق بعثة اليونسكو متعدد التخصصات، بالإضافة إلى كريستينا مينيجازي وخوسيه لويز بيدرسولي جونيور، يضم اثنين من الخبراء الألمان في الوقاية من الكوارث وإدارتها، وستقوم اليونسكو أيضًا بتوثيق العملية برمتها بهدف النشر وتوجيه الدول الأعضاء لمواجهة أو تجنب المواقف الخطرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة