نشاهد اليوم صورة للفنانة شادية (1931- 2017) وهى واحدة من جميلات ومبدعات القرن العشرين، امتازت بروح جميلة كانت قادرة على الدخول إلى القلوب بلا استئذان.
وكلما أطلت شادية على الشاشة انشرح القلب لها، وسرت فى النفس راحة وتمنينا أن تكون بنات الشارع والمدرسة جميعهن يشبهنها، يحدث ذلك لأنها استطاعت فى ذكاء أن تجمع بين شيئين ربما يرى البعض أن الجمع بينهما صعب هما "خفة الروح ورزانة العقل"، ولأنها امرأة تعرف مقصودها من الحياة وهو "السعادة" كما تفهمها هى لا كما يمليها عليها الآخرون، هى فنانة كانت لديها القدرة على سرقة الضوء من الجميع.
شادية فتاة "حلوة" شقاوتها مقبولة وغير متهورة وهو ما يعجب الكثيرين، ولأنها امرأة جميلة كلما تقدم بها العمر زاد دلالها واكتملت أنوثتها، حتى أننا نجدها فى مسرحية «ريا وسكينة»، وقد صارت نموذجا مكتملا للنجمة، كما يتمناها الجميع ويتخيلونها.
ولأنها ممثلة مميزة أدركت أن روحها الجميلة لن تكون كافية للاستمرار، هى فقط بوابة الدخول، لكن وسط كبار الممثلين والفنانين كان عليها أن تصقل نفسها كممثلة «محترفة» تجيد التنوع والاختلاف، وهذا ما استطاعت أن تفعله حقيقة وتصبح واحدة من أفضل الممثلين فى تاريخ السينما المصرية، ويكفى أن ترى التنوع فى أفلامها "الطريق، اللص والكلاب، ميرامار، نحن لا نزرع الشوك"، وغيرها الكثير الذى احتفظ لها ببصمة خالدة فى الفن المصرى.
وهى تعرف قيمة صوتها فى الغناء وكانت تعرف أن حسها الغنائى "شفاف" جميل، يترك أثره على المستمع، فاختارت ألحانا وكلمات تتناسب معها ومع مستمعها، الغريب أن هذا الصوت العذب تطور معها وصار فى أعمالها الأخيرة قويا هادرا ممتلئا بما تود هى قوله وبما يترك أثرا عاطفيا على مستمعيها.
وهى امرأة عاقلة، عندما أرادت أن تتوقف فعلت ذلك دون ضجيج، ودون متاجرة منها، ودون ذهاب وإياب، قامت بـ"السعادة" كما رأتها، ولم تنتظر رأى أحد، فاحترمها الناس جميعا لذلك ولم ينغصوا عليها حياتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة