صدر العمل الأدبى الأول للكاتب الفلسطينى الراحل الكبير غسان كنفانى وهى مجموعة قصصية بعنوان "موت سرير رقم 12" عام 1961 عن دار مؤسسة الأبحاث العربية فى بيروت، أى أنه كان فى الخامسة والثلاثين من عمره، وقد أصدر الناشر بعدها أربع طبعات للمجموعة التى تمثل ميلاد أدب غسان كنفانى.
وكتب غسان كنفانى مقدمة لهذه المجموعة قال فيها: "أنا أؤمن أن الكتاب يجب أن يقدم نفسه، وإذا عجز عن إحراز جزء من طموح كاتبه، فعلى الكاتب أن يقبل ذلك ببساطة، كما قبل - مرات ومرات- أن يمزق قصصاً ليعيد كتابتها، وهكذا "فموت سرير رقم 12" أدفعها لتشق طريقها، إن استطاعت أن تهتدي إلى أول الطريق، بنفسها، دون شفاعة ودون وساطة ودون جواز مرور".
قسمت محتويات هذه المجموعة إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: 1- البومة في غرفة بعيدة، 2- شيء لا يذهب، 3- منتصف أيار، 4- كعك على الرصيف، 5- في جنازتي، 6- الأرجوحة.
القسم الثاني: 1- موت سرير رقم 12، 2- لؤلؤ في – يق، 3- الرجل الذي لم يمت، 4- العطش، 5- المجنون، 6- ثماني دقائق.
القسم الثالث: 1- أكتاف الآخرين، 2- قلعة العبيد، 3- ستة نسور وطفل، 4- القط، 5- الخراف المصلوبة.
وحملت القصة الرئيسة "موت سرير رقم 12" التي حملت المجموعة اسمها موضوعا أساسيا هو شعور المنفي بانعدام الحياة في الحاضر، والتطلع إلى الماضي، حيث يتطور موضوع المنفى الأساسي تحت دوافع الموت الكاشف عن سر الحياة، ففي القصة يراقب أحد المرضى زميلا له في المرض يرقد على سرير آخر ويحتضر، ويسجل معارفه عنه، ليكون في النهاية معرفة عميقة بشخصه.
وعلى الرغم من أنها المجموعة الأولى، إلا أن "موت سرير رقم 12" شملت الاتجاهات الرئيسية لتجربة كنفاني الإبداعية وأبرزت قدرته على تكثيف اللحظات النثرية في رؤية تمزج بين مرارة الواقع وإمكانيات تغييره.
وقد قدم كنفاني بالإضافة إلى قصصه التى تجسد شعور الاغتراب وشعوره إزاء القضية الفلسطينية مجموعة من القصص الواقعية التي تصف حياة الناس في الخليج حيث عاش فترة من الزمن كما طرح من خلال مجموعته الرائدة الأسئلة القصصية المعتادة عن الوجود، والحب والعلاقات الإنسانية.
يذكر أن غسان كنفاني واحد من أشهر الأدباء الراحلين في الوطن العربى، وله العديد من الرويات والقصص الشهيرة والمسرحيات منها رجال في الشمس التى حظيت بالشهرة الأكبر، وقد ولد عام 1936 في عكا بفلسطين وتوفى عام 1972 عقب اغتياله في بيروت باستخدام عبوة مفخخة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة