يرصد "اليوم السابع" وكالة الجداوى التاريخية بمدينة إسنا، قبل وبعد افتتاح عمليات ترميمها، حيث تم أمس الأحد، افتتاح الوكالة أمام الجمهور بعد تطويرها بالكامل، بحضور الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار وكالة الجداوى الأثرية بمدينة إسنا، وذلك بعد الانتهاء من مشروع ترميمها وتطويرها بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، حيث رافقه خلال الافتتاح المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر، والسفير الأمريكى بالقاهرة جوناثان كوهين، والدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والعميد مهندس هشام سمير مساعد الوزير للمشروعات والمشرف العام على القاهرة التاريخية، والدكتور أسامة طلعت رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، وعدد من أعضاء مجلس النواب والشيوخ بمحافظة الأقصر.
ويقول الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن الوكالة مسجلة فى تعداد الآثار الإسلامية القبطية بقرار رقم 10357 لسة 1953 ونشر بجريدة الوقائع المصرية، وتم تسجيل المكان بالآثار ويخضع للاشراف الباشر للوزارة، وكانت عبارة عن موقع للتعامل التجارى حيث يتم داخلها تبادل السلع التجارية، فى مجموعة من الحوانيت بالخارج والداخل للبيع والشراء بين مختلف ابناء مصر، والطابق الثانى كان عبارة عن غرف فندقية لكبار التجار القادمين لوكالة الجداوى للقيام بعمليات البيع والشراء والتجارة المختلفة فيما بينهم.
ويضيف الدكتور مصطفى وزيرى لـ"اليوم السابع"، أن "وكالة الجداوي" تعتبر من إحدى أشهر المبانى التاريخية الهامة فى الأقصر، وتحدث عنها علماء الحملة الفرنسية بصورة مميزة للغاية فى موسوعة (وصف مصر) التى قاموا بجمع كافة التاريخ المصرى القديم فيها خلال تواجدهم داخل مصر إبان فترة الاحتلال الفرنسى لمصر، حيث فندوا فى فصل كامل من الموسوعة قوة وتاريخ وجودة مبنى الوكالة وقالوا بأنها كانت تتكون من فناء كبير يحيط به رواق يوصل إلى جميع المحال التجارية بالطابق الأرضي، ويعلوه رواق آخر مشابهة يؤدى إلى مساكن التجار والمسافرين من القوافل التجارية التى كانت تصل الأقصر منذ أكثر من 300 سنة، وذكر الكتاب أن الوكالة واجهتها تطل على معبد إسنا بارتفاع 8 أمتار، حيث تعلو واجهة باب الوكالة عتبة من الخشب منقوش عليها النص التأسيسى لها بالحفر الغائر، كتب على جانبها الأيمن "نصر من الله وفتح قريب"، "وبشر المؤمنين يا محمد"، وسورة الإخلاص، ويوجد بداخلها طابقان يحتوى كل طابق على مخازن وغرف للعمال والمغتربين ومحلات تجارية، يفتح كل منها على ممر عبارة عن رواق مسقوف بـ"البراطيم" وجذوع النخيل، كما يوجد بها بهو مسقوف على شكل "صحن" مغطى على شكل مخروطي، وتتكون الوكالة من فناء كبير تحيط به المحلات التجارية، يعلو مدخلها "مكسلتان" من الأجر والطوب اللبن .
ويقول الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار،، أن وكالة الجداوى كانت قد خضعت لعمليات ترميم مكثفة فى عام 1990، حيث تم تأمين واجهة المبنى عن طريق الصلب بالخشب، وفى مشروع تطوير محيط معبد إسنا تقرر أن يتم عمل ترميم علمى حديث للوكالة للحفاظ على تاريخها ورونقها القديم من الفناء والتعرض للإنهيار حتى تكون خير دليل على قوة التجارة فى مصر قديماً، مؤكداً على أن "وكالة الجداوي" كان لها تاريخ كبير حيث كانت محطة مميزة فى القوافل التجارية بين "مصر والسودان"، حيث أنها كانت تتصل درب الأربعين الذى يصل من دارفور وأسيوط، حيث كانت مصر تستورد من السودان أعشاب طبية وجمال وخيول وحمير وسن الفيل، والسودان كانت تستورد من مصر (الفركة والسكر والشاى والسكر والزيوت).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة