فى أحد الاجتماعات الداخلية فى تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وأثناء حديثى مع الصديق العزيز محمد عبد العزيز، عضو مجلس النواب ووكيل لجنة حقوق الإنسان فى البرلمان، تطرقنا إلى شخصية الاستاذ محمد حسنين هيكل، وتذكر عبد العزيز أحد لقاءته مع الكاتب الراحل، وكيف أنه نصحه بكتابة مذكرات مشاركته فى ثورة 30 يونيو بعد 15 عاما من مرور الثورة باعتباره أحد الوجوه الرئيسية فى حركة تمرد وقت الثورة، و ربما أخمن السبب هو أن يكون وقت كتابته للمذكرات بعد 15 عاما، قد وضحت الرؤية بالاضافة للابتعاد عن المؤثرات الناشئة عن المرحلة، وتطرقنا فى الحديث حول شخصية الأستاذ الراحل محمد حسنين هيكل، وكيف كان مسئولا يمتلك ناصية الصحافة، لا صحفيا ساعدته الظروف أن يكون مسئولا، فالكاتب كانت علاقاته تتعدى فكرة المحلية والمسئولين فى مصر، إلى أفق أوسع مع رؤساء وملوك وشخصيات مؤثرة دولية، وشخصيات لها دور فى التاريخ عموما، وفى بعض من تلك التشابكات كان شريكا فى صناعة الحدث أو دافعا له، ثم ذهب بنا الحديث حول ماهية الجيل الحالى فى طريق القراءة الواعية المدركة، وأين الشخصيات التى يمكن وصفها بأنها شخصيات موسوعية، ثم من من الشباب يمكن القول عليه بعد مرور عقد أو عقدين من الزمن سيكون موهبة فى التوثيق والكتابة، وكلها أسئلة كانت اجابتها صعبة للغاية، وربما بعض منها لايوجد له إجابة.
والسؤال الذى ظل يشغلنى ودائما كان يلازمنى، هل فكرة الكتابة والصياغة الأدبية و كتابة التاريخ والتوثيق ندرت مع ندرة المثقفين والقراء المشغولين بالكتب والثقافة، وهل في جيلنا والأجيال التى تسبقنا بسنوات أو فى الجيل الذى يأتى بعدنا هناك بوادر لمثقفين وكتاب يمكنهم أن يحافظوا على استمرار الكتابة الجيدة، وهل سنجد بعد عشر سنوات أو عشرين أو أزيد من يوثق المرحلة التى نحن فيها بكتابة تشابه كتب الأستاذ هيكل ومن كتبوا مذكراتهم، مثل سعد الشاذلى والجمسى و الفريق فوزى و غيرهم من القادة، هل من بين قادة المرحلة على مدار عشر سنوات مضت، من سجل مذكراته بكل ما فيها سلبا وايجابا، أم هناك تغافل أو اختيار الصمت عن فعل ذلك.
أسئلة كثيرة تدفعنا دفعا للدعاء والتمنى أن يقوم كل من تولى موقع المسئولية فى يوم من الأيام منذ 2011 وحتى الآن بتسجيل مذكراته أو توثيق الأحداث التى شارك فيها طالما تلك الأحداث على مستوى يمكن تسجيله للاستفادة منها والاطلاع، فالأجيال الحالية والقادمة حتى لو قل عدد القارئين فيها، لكن هناك دائما من سيحب القراءة والمعرفة، وسيدفعه شغفه والفضول للبحث عن كتابات أصحاب المسئولية فى وقت صعب للغاية فى تاريخ مصر، و لو فعلنا عكس ذلك، سنكون قد ظلمنا المرحلة وتركناها لغيرنا وفق أهواءه ومعتقده الذى قد يكون ملوثا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة