دراسة لبنانية حديثة تستعين بفلسفة "الخشت" لفهم "الغرب" من منظور الحداثة

الجمعة، 20 أغسطس 2021 02:46 م
دراسة لبنانية حديثة تستعين بفلسفة "الخشت" لفهم "الغرب" من منظور الحداثة محمد عثمان الخشت
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصدر الدكتور محمود حيدر المفكّر اللبنانى والأستاذ المحاضر فى الفلسفة والإلهيّات والأديان المقارنة، دراسة علمية حديثة حول فكر الدكتور محمد عثمان الخشت الفيلسوف فى علم الأديان ورئيس جامعة القاهرة لفهم الغرب تحت عنوان: "نقد التأسيس الأنطولوجى للحداثة تنظير الغرب فى منظومة محمد عثمان الخشت".
 
وسعت الدراسة إلى تعيين الأسس المعرفيّة لنقد الغرب فى المشروع الفكرى عند المفكّر محمد عثمان الخشت؛ وتناقش الدراسة استقراء منهجيته النقدية من خلال سلسلة ثرية من أعماله فى ميدان الفلسفة وعلم الاجتماع واللاهوت النقدى وفلسفة الدين، كما تبين الدراسة منظومة الدكتور "الخشت" النقدية ومدى اقتران نقد الغرب الحديث بمراجعة عميقة لذهنيّة النخب العربيّة والإسلامّية التى عاشت دهشة الحداثة ولم تتخلّص من سطوتها بعد. 
 
وقال الدكتور حيدر فى دراسته الحديثة إنه لو أطللنا على أعمال المفكر المصرى محمد عثمان الخشت للاحظنا أنه يستمع إلى خطبة الغرب بأذن واعية، ثم يقرأها بعناية من أجل أن يقف على ما تختزنه من مسائل ومشكلات، مضيفا: أميل إلى القول أن الرجل لما كتب على نفسه متاخمة الغرب انطلاقا من خصوصيته العربية والإسلامية، كان يدرك أن الحداثة هى لغة من قبل أن تكون بنيانا حضاريا، وأن لغة الغرب هى الوعاء الحضارى للشعوب الأوروبية والأمريكية، وهى حاوية لكل ما يعرب عن مذاهبهم وميولهم وأهوائهم.
 
جانب من الدراسة
 
وأشار حيدر إلى أن د.محمّد عثمان الخشت يأخد بهذه المنهجية وهو يجول محاريب الحداثة وقيمها، ولقد بدا للناظر فى أعماله النقدية لثقافة الغرب أنه وهو يهاجر إلى منازلها القصية فى اختباراتها والتباساتها ومطارحها الغامضة، لم ينفصل عن مشرقيته وثقافته الإسلامية، وهو الأمر الذى سيكون له مكانة حاسمة فى تشكيل دربته الجامعة بين منهجين يبدوان متناقضين لأهل العقل المحض: منهج الوحي، ومنهج الاستدلال العقلي.
 
وأوضح المفكر اللبنانى أنه لأجل تظهير غايته التنظيرية، أخذ محمّد عثمان الخشت بمنهجية مركبة تقوم على تفعيل ثلاثة خطوط متوازية ومتلازمة فى الوقت نفسه وهي: الأول: التعرف على المجتمعات الغربية كما هى فى واقعها، من خلال مواكبة تطوراتها العلمية والفكرية والثقافية والسياسية، وكذلك عبر ما تقدمه نخب هذه المجتمعات من معارف فى سياق إعرابها عن القضايا والمشكلات التى تعيشها فى مطلع القرن الحادى والعشرين.
 
أما الثانى فيتمثل فى التعرف على المناهج والآليات التى اعتمدها الغرب حيال الشرق والمجتمعات الإسلامية على وجه الخصوص، وذلك بقصد جلاء كثير من الحقائق وتبديد الأوهام التى استحلت تفكير شريحة واسعة من المثقفين العرب والمسلمين بسبب الاستشراق الكولونيالي، والثالث: وهو خط المراجعة النقدية لقيم الغرب ومعارفه التأسيسية.
 
وتابع المفكر اللبنانى فى دراسته، تجاوزت مجهودات البروفسور الخشت، ما ألفته الدراسات والأبحاث الأكاديمية الكلاسيكية، حيث نجح فى كسر القوالب الجامدة ومال إلى مساجلة الأسئلة المؤسسة التى أخذت بها الميتافيزيقا وحولتها إلى أيقونة لا تقبل المجادلة والنقض، وهذه خاصية لا ينالها إلا الأقلون ممن امتهنوا الدرس الجامعى أو انشغلوا بالمقررات التعليمية الصارمة، بهذه المجاوزة التى قام بها الخشت يمكن وصفه بأنه فيلسوف يمسك بناصية السؤال استمساك السائل المسؤول، ويدرك أن التنظير فى مآلاته القصوى غير موقوف على توصيف ظواهر الأفكار والأحداث، وأنه قبل أى شيء مجهود متبصر يروم معاينة القابليات الكامنة وراء الظواهر.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة