أقام المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمى مساء اليوم الثلاثاء ندوة بعنوان: (الإعلام والزيادة السكانية)، نظمتها لجنة الإعلام بحضور مقررها الإعلامى جمال الشاعر، وأدارها الإعلامى مفيد فوزى، وشارك فيها عدد من أعضاء البرلمان والدكتور طارق توفيق، نائب وزيرة الصحة للسكان، وعمرو محسوب، مدير الإعلام الإقليمى بالهيئة العامة للاستعلامات، والدكتور مجدى عاشور، المستشار العلمى لمفتى الجمهورية، والدكتورة ميرفت عبد العظيم؛ وكيلة نقابة الأطباء بالفيوم، والدكتورة نسرين البغدادى، العضوة بالمجلس القومى للمرأة، والمخرج هشام عطوة، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، وشهدت الفاعلية استمرار المجلس فى تطبيق الإجراءات الاحترازية كافة، بهدف الوقاية والحد من انتشار فيروس (كوفيد-19).
تحدثت الدكتورة نسرين البغدادى مؤكدة أن أبرز انعكاسات مشكلة الزيادة السكانية، تتمثل فى تقليص فرص العمل والتعليم وكذلك تقليص دور المرأة، وهنا أوضحت أن مفتاح حل هذه القضية يكمن فى تعليم المرأة، وتابعت مؤكدة أن مشكلة زيادة السكان تمثل عبئًا على العملية التنموية؛ حيث إن كل زيادة تتطلب إجراء العديد من التوسعات فى القطاعات كافة حتى يتم توفير سبل العيش الملائم لأفراد المجتمع بل وتجعل كل مسئول فى سباق لوضع خطط مستقبلية وتوفير الموارد اللازمة لاستيعاب الزيادة السكانية وتحديث لكل المشروعات وإيجاد مشروعات جديدة إلى جانب تحديث فى الخدمات نظرا للضغوط السكانية التى تبتلع الجهود المبذولة مما يؤدى إلى عدم الشعور بأى من التطويرات وتسود ثقافة الندرة التى تجعل الأفراد فى حالة من عدم الرضا،بل والشعور بالاستياء نظرا لوجود تكدسات كبيرة على الخدمات التى من حقه الحصول عليها، وأشارت فى مختتم حديثها أن علاج هذه القضية يتطلب تجفيف منابع الزيادة السكانية التى لها أبعاد ثقافية مترسخة فى المجتمع تتمثل فى وجود مفاهيم مثل: (العزوة) و(السند) وأن كل طفل يُنجب يأتى معه رزقه، وأنهم فى المجتمع الريفى وبعض المناطق فى المدن التى تسودها الثقافة الريفية مثل اعتبار الطفل مصدرًا مدرًا للرزق، دون الاهتمام بالتعليم، فضلًا عن زواج الأطفال الذى يعمل على إطالة الفترة الإنجابية للأنثى، لافتة إلى أننا نحتاج خطاب توعوي متعدد الجوانب يعمل على تقليص العدد مع ضرورة إجراء دراسات ميدانية للمناطق المستهدفة للتعرف على الأبعاد الثقافية وحالة التعليم ومدى توافر مدارس فى هذه المناطق ووضعية الإناث بها لترسيخ حق الإناث فى التعليم وتوفير فرص عمل لهم بعد استكمال التعليم حتى تكون المعالجة على أسس علمية.
عقب ذلك تحدث الدكتور مجدى عاشور، مشيرًا إلى أن مشكلة الزيادة السكانية تمثل تحديًا لعملية التنمية المستدامة، وعليه فهنا تكمن أهمية مسألة تصحيح المفاهيم المغلوطة، التى تتسبب فى دفع الناس بدون وعى فى الدفع باتجاه تضخيم مشكلة زيادة السكان، وتابع موضحًا أن عملية تنظيم النسل ليست تحديا لإرادة الله عز وجل، بل إنها عملية تنظيمية تساعد الأسرة والمجتمع على تربية أبناء صالحين أشداء أصحاء، واستدل على ذلك بأن اللجوء إلى وسائل تنظيم النسل يُعد تماشيا مع إرادة الله عز وجل نحو سبل المحافظة على صحة المرأة مما يسهم فى تحسين حال المجتمع وصحته، وكذلك الحفاظ على الموارد المادية المتاحة للوطن.
واختتم حديثه مؤكدًا أن عملية تنظيم النسل تختلف تمامًا عن عملية (الإجهاض)؛ فبدايتها قبل تكون الجنين من الأساس برحم الأم، وفى مختتم كلمته أكد على أهمية دعم التوعية بهذه الوسائل التنظيمية مجتمعيًا لكى نستطيع حل تلك المشكلة العضال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة